خاص|| أثر برس غابت تقاليد أسرية عدة كانت ترافق السوريين في مناسباتهم نظراً لارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية لمستويات كبيرة، وطال ذلك بعد طقوس عيد الفطر التي اعتادها السوريون، خاصة ما يتعلق بالضيافة، وتحديداً الموالح والمكسرات التي حذفها البعض من قائمة أولوياته.
وفي جولة استطلاعية لمراسلة “أثر” على بعض أسواق دمشق، تفاوتت الأسعار من منطقة إلى أخرى بحيث يبلغ سعر كيلوغرام البزر الأبيض حوالي 110 آلاف ليرة، وكيلوغرام الكاجو 220 ألف ليرة والفستق الحلبي 240 ألف ليرة، وتشكيلات جاهزة تتراوح من 100 – 300 ألف ليرة، بحسب مكوناتها وجودتها.
يقول برهان لـ”أثر”، إنه منذ أكثر من 3 سنوات لم يشتر المكسرات كما كات يشتريها سابقاً، إذ كان يحضرها بالكيلو ومن كافة الأنواع وأفخمها؛ أما اليوم (ربع أو نصف أوقية) ومن أرخص الأنواع (بزر دوار الشمس بـ10 آلاف ليرة) توضع بصحن صغير أمام الضيف الذي يزورك .
أما عايدة (ربة منزل) فلا تشتري الموالح إلا بالمناسبات أو (عالمزاج) كما وصفت وبمبلغ 15 ألف، مشيرة خلال حديثها لـ”أثر” إلى أنها تشتري من النوع الأرخص وهو (دوار الشمس) فهناك أولويات بالحياة أكثر من شراء الموالح ومع ذلك بحسب ما ذكرت: “هي الأخرى خارج الحسابات”.
رئيس الجمعية الحرفية للمحامص عمر حمود أشار خلال تصريحه لـ”أثر ” إلى أن انخفاض نسبة المبيعات سببه ارتفاع الأسعار لأكثر من الضعف مقارنة بالعام الماضي وبنسبة تراجع في البيع تفوق 50%، معللاً ذلك برفع أسعار المواد وملحقاتها والكهرباء والمشتقات النفطية المستعملة في تحميص هذه المواد، إضافة إلى تغير سعر الصرف بين يوم وآخر لكون بعض هذه المواد مستوردة وتالياً ارتفاع أجور العمالة والشحن والنقل والتعبئة والتغليف، عدا عن أنها مرتفعة من بلد المنشأ والارتفاع عالمي وليس محلياً فقط.
وبرأي حمود فإن حرفة صناعة الموالح لم تعد شعبية بل تحولت إلى نوع من الرفاهية، بعد أن كانت حاضرة في كل المناسبات مشيراً إلى أن طلب الغالبية يقتصر اليوم على بزر دوار الشمس والقضامة الصفراء والبزر الأسود وفستق العبيد وهذه هي الأنواع التي تناسب قدرة الناس الشرائية.
وأضاف حمود: إنتاجنا المحلي (البلدي) يقتصر على (البزر الأسود ودوار الشمس والفستق الحلبي واللوز ولوز المشمش) التي تعد اليوم من أساسيات حرفتنا، إضافة إلى ملحقات دخلت للمحامص كـ«الشيبسات» مختلفة النكهات والأشكال.
وأضاف: كل إنتاجنا المحلي لهذه المواد البسيطة، لا يكاد يكفي حاجة المنشآت لأن بقية المواد من (فستق حلبي بأنواعه وكاجو وبزر أبيض وبزر كوسا) كلها نعدها ملحقات غير موجودة، نقوم باستيرادها من البرازيل والهند التي تزرعها وتصنعّها، لافتاً إلى أن استيرادها متوقف خلال فترة الأزمة لكونها تعد من الرفاهيات، وتركز البحث على الأولويات والمواد الضرورية، علماً أن مادة الكاجو تم استثناؤها سابقاً واستيرادها مقتصر فقط لمصلحة جمعية صناعة الحلويات أما حالياً فتوقف استيرادها بشكل كامل.
ونفى حمود أن يكون لدى أصحاب المحامص احتكار للبضاعة التي تصنع من قبلهم لأنهم سيخسرون حتماً إذا احتكروها، كونها تتلف خاصة في أوقات الصيف وتتعرض لمشكلات مثل الحشرات والعفونة والرطوبة، ولذلك يلجؤون للبيع بأسعار بسيطة حتى لا يخسروا، عدا عن وجود عدد كبير من الحرفيين غير مالكين لمحامصهم ومستأجرين لها بإيجارات عالية ما يعد سبباً آخر لارتفاع الأسعار.
وذكر حمود أن طلب الأهالي على المكسرات بأنواعها انخفض كثيراً، فبعد أن كانوا سابقاً يختارون تشكيلة جيدة من كل نوع كيلو أو نصف كيلو، أصبحوا اليوم يختارون تشكيلة بسيطة بأرقام قليلة ويشتري بخمسة أو عشرة آلاف ليرة، ولم يعودوا يطلبون أكثر من ذلك حيث يتراوح سعر أرخص صنف من البزر الأسود البلدي والذي يعادل بزر دوار الشمس حوالي 20 ألف ليرة، في حين يبلغ سعر أغلى صنف الذي يقال له الإكسترا المشكل حوالي 250 ألف ليرة، ولهذا تراجعت نسب البيع إلى أقل من 50%.
دينا عبد – دمشق