مضى يوماً على الهجوم الإيراني الذي استهدف الكيان الإسرائيلي، رداً على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، إذ بدأ الحديث يدور عن تفاصيل الهجوم سواء بما يتعلق بالدول التي ساندت الاحتلال الإسرائيلي والرسائل التي أوصلها الجانب الإيراني بهجومه.
في إطار الحديث عن الدول التي ساندت الاحتلال الإسرائيلي برز دور الأردن، الذي أعلن أن سلاحه الجوي تصدى لأجسام غريبة في أجوائه، على الرغم من أن طهران أكدت أنها أبلغت الدول المجاورة لفلسطين المحتلة قبل 72 ساعة من الهجوم، وفي هذا الصدد، لفت مقال نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن “المشاركة الأردنية في اعتراض الصواريخ والمُسيّرات الأردنية، جاءت لتؤكّد للأردنيين أن سلاح الجو الأردني موجود للدفاع عن إسرائيل، وأن نصرة غزة لا تحرّكه، خصوصاً أن أمريكا تقيم قواعدها العسكرية على معظم أراضي المملكة من شمالها إلى جنوبها بموجب اتفاقية الدفاع الأمريكية-الأردنية، ويعتبرها المواطنون الأردنيون انتهاكاً لسيادة بلادهم، ولذلك شارك الأردنيون على وسائل التواصل الاجتماعي، الغزيين الذين احتفلوا بالرد الإيراني الذي كسر هيبة قوات الاحتلال وخفّف الأعباء على غزة”.
ومن جهة أخرى، أشادت تقارير عبرية بالمساندة الأردنية لجيش الاحتلال في صد الهجوم الإيراني، مؤكدة أن التنسيق الأردني- الإسرائيلي أعادهم إلى عهد “الملك حسين وإسحاق رابين” ونشرت في هذا الصدد صحيفة “يديعوت أحرنوت” مقالاً أوضح حالة التعاون الأردني- الإسرائيلي، جاء فيه: “انكشفت القدرات الأردنية، ودافعت طائرات سلاح الجو الأردني عن المجال الجوي الأردني وهاجمت الطائرات الإيرانية بدون طيار، وللحظة عاد التعاون بين المملكة وإسرائيل، العلني والسري، إلى أفضل أيامه في عهد الملك حسين وإسحاق رابين” مضيفة أن “بلا شك فإن قرار الأردن بالوقوف إلى جانب إسرائيل ضد إيران يمكن أن يُنظر إليه على أنه مفاجأة كبيرة”.
وفي السياق ذاته، جاء في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية “الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية والأردنية، لعبت دوراً مهماً بشكل خاص في التصدي للمسيرات الإيرانية” مشيرة إلى أن “على الرغم من الغضب الشعبي إزاء مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال الحرب في غزة، ساعد الأردن وشركاء آخرون إسرائيل في التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية”.
وفيما يتعلق بطبيعة الهجوم، تساءل بعض المراقبين والمحللين، عن سبب إعلان إيران بدء هجومها قبل ساعات من وصول الصواريخ والطائرات من دون طيار إلى أهدافها، ولفت بعضهم إلى أن من شأن هذا الإعلان أن يُضعف الموقف الإيراني، وفي هذا السياق نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية: “إيران منحت إسرائيل وشركاءها متسعاً من الوقت للاستعداد للهجوم، كما شاركت إيران في محادثات عبر القنوات الخلفية لتوضيح أنها لا تسعى إلى إشعال حرب، وبمجرد انتهاء الهجوم، أصدرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بياناً قالت فيه: إن الأمر يمكن اعتباره منتهياً”.
بدورها، نوّهت صحيفة “الشرق الأوسط” في مقال نشرته إلى مرحلة ما بعد الهجوم الإيراني، لافتة إلى أن ليلة الهجوم الإيراني “ليلة أكدت أن تغييراً مهماً طرأ على قواعد اللعبة السابقة وفتح الباب للتساؤل عن قواعد الاشتباك الجديدة. والحقيقة أن الليلة بدأت قبل حلول الظلام، فحين يقطع سيد البيت الأبيض عطلته ويعود للاجتماع بأركان قيادته، على العالم أن يسهر، وهذا ما حدث”.
يشار إلى أن التقارير العبرية أكدت وجود انقسام في حكومة الاحتلال الإسرائيلي حول التعامل مع الهجوم الإيراني، فيما تؤكد تسريبات أمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أوضح لـ”بنيامين نتنياهو” أن بلاده لن تكون جزءاً من رد “إسرائيلي” محتمل ضد إيران، بدوره، أكد الحرس الثوري الإيراني أن أي تحرك “إسرائيلي” ضد إيران سيقابله رداً إيرانياً أقسى وأقوى، معلناً: “بدأنا صفحة جديدة من الاشتباك مع العدو الصهيوني”.