يبدو أن الحديث عن “القوة الآمنة” الأمريكية في سوريا بات جدياً، خصوصاً بعد قلة الاهتمام الذي أبدته تجاه الاستنكارت والتهديدات التي وجهتها روسيا وتركيا، بالرغم من أنها قررت تشكيل هذه القوة بحيث أن يكون عمودها الفقري قوات كردية معادية لتركيا التي تنوي شن عملية عسكرية عليهم في عفرين، لكن في الجهة المقابلة هدأت أمريكا الجبهة مع تركيا قليلاً عندما أعلن المتحدث باسم “التحالف الدولي” أن “القوة الآمنة ” لا علاقة لها بمعركة عفرين، فالواقع الآن هو أن هذه القوة قائمة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: “ما الهدف الذي لم تعلن عنه أمريكا عندما أعلنت تشكيلها؟”
حول هذا الموضوع تحدثت صحيفة “القدس العربي” :
“استراتيجية البنتاغون في الاعتماد على “قوات سوريا الديمقراطية” يبدو أنها أصابت.. والجيش السوري الحرّ استخلص العبرة من كل ذلك، فقرّر التوجّه نحو واشنطن من جديد، ومنذ أيام قليلة زار وفد من الجيش المذكور العاصمة الأمريكية لإجراء محادثات في البيت الأبيض والبنتاغون متوخياً الحصول على دعم أمريكي نوعي من خلال إقناع واشنطن بالاتكال على الجيش السوري الحرّ ركيزةً ثانية لاستراتيجيتها في سوريا إلى جانب “قوات سوريا الديمقراطي” الكردية”.
وطرحت صحيفة “الوطن” السورية رأيهاحول أبعاد تخفيها واشنطن وراء تشكيل هذه القوة، حيث ورد فيها:
“هذه القوات التي تجاهر واشنطن بإنشائها ستتخذ من الرقة السورية قاعدة رئيسية لها، في حين يعكف البنتاغون بواسطة خبرائه على تدريب النصف الآخر وتلميع صورة الدواعش السابقين، ليتبين أن ادعاء واشنطن بمحاربة الإرهاب وتشكيل تحالف دولي لهذا هدف جاء خدمة لاستراتيجيتها لتحقيق أهداف عدة أولها استنزاف المنطقة الممتدة من غرب العراق وشرق سوريا، ونقل مركز الثقل الأميركي إلى الخارطة الجغرافية الواقعة ضمن دائرة حدود الالتقاء السورية-العراقية-التركية، وغيرها من الأبعاد”.
أما صحيفة “تلغراف” البريطانية فقالت:
“من المفهوم أن ترغب واشنطن في ألا تأخذ موسكو زمام المبادرة وتنشئ محادثات موازية لمحادثات جنيف، مثل التي تستضيفها في سوتشي الروسية ومن المقرر أن تعقد قريباً جولة أخرى لها هناك، وكان مسؤولون من الإدارة الأميركية بينهم مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، قد عقدوا اجتماعات مع المعارضة السورية خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، ومن المتوقع أن يدلي تيلرسون بخطاب يركز على النهج الجديد للإدارة الأميركية تجاه سوريا خلال الأيام القليلة المقبلة”.
وجاء في “العرب” اللندنية:
“في المدى المنظور، ستنتشر المافيات الثلاث المتدخلة في سوريا (روسيا، أمريكا، تركيا)، وتمد جذورها وأغصانها كلما طال زمن فشل المعارضات المسلحـة في تحقيق هـدف إسقـاط النظام، أما ما سيعجل بتحول هذه المافيات أو زوالها، فيبدأ بشكل أساسي، بفهم المعـارضات السـورية السيـاسية والعسكرية، لميكانيزمات فشل المافيات الثلاث، واستثمار هذا الفشل، وتعميقه، وتسريع حـركته. وما دامت المافيات الثلاث ورعاتها يعولون على إطالة زمن بقائهم، سيكون على المعارضات تأجيل هزيمتهم، على الأقل”.