تناولت الصحف العربية والعالمية تطورات التواجد الأميركي في سوريا، بعد أن مدد قواته على حدود محافظة القامشلي شمالي سوريا، إلى أن وصل إلى عدة مناطق فيها، حيث فرشت أميركا عتادها في رأس العين والعامودة والدرباسية وتل أبيض.
فذكرت صحيفة “البيان” في عددها الصادر اليوم بالخطة الأميركية التي أفصح عنها مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، مع إضافة بعض التفاصيل والحقائق التي لم تعلن على الساحة الإعلامية تلخصت فيما يلي:
“نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر أميركي رفيع المستوى، حديثاً عن خطة أميركية موزعة على أربع مراحل وتشمل تنحي الأسد طوعاً أو بالضغط، يكون أولها القضاء على تنظيم “داعش”، وثانيها يكون بعقد اتفاقات هدنة بين الحكومة في دمشق وفصائل المعارضة، وثالثاً فرض مناطق استقرار مؤقتة لتتمكن طائرات الولايات المتحدة وحلفائها التحليق فوق هذه المناطق دون المخاطرة بالاصطدام مع سلاح الجو السوري، ويتوجب على الرئيس بشار الأسد خلال هذه المرحلة التخلي عن السلطة، ونظام الحكم فيها سيكون مؤقت ومبني على أسس طائفية، أما المرحلة الرابعة فتتحدث عن الوجود العسكري الروسي داخل سوريا وذلك لأن الولايات المتحدة تجد التعاون معها مهم جداً من أجل وقف الحرب في البلاد، كون التأثير الروسي هناك كبير”.
وأفادت الصحيفة أن واشنطن تؤكد مشاركة روسيا في هذه الخطة، كونها ستسمح لها إبقاء قواعدها البحرية في طرطوس، والجوية في مطار حميميم بسوريا.
ولم يغب هذا الموضوع عن الصحافة الروسية فنقلت صحيفة “إيزفيستيا” موقف الحكومة السورية من هذا التمدد فنشرت مقالاً في صفحاتها يفيد بأن:
” تخشى القيادة السورية دخول القوات الخاصة للولايات المتحدة وبريطانيا والأردن إلى أراضيها، بذريعة محاربة الإرهاب بحسب تصريح أحد أفراد الأجهزة الأمنية السورية، ويقول الخبراء: إن المهم للولايات المتحدة ضمان وجودها في هذه المنطقة الاستراتيجية، وكذلك إنشاء منطقة عازلة تفصل بين سوريا وهضبة الجولان، التي تحتلها إسرائيل.
وينظر المدير العام لمعهد القضايا الإقليمية “دميتري جورافليوف” إلى تدخل القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والأردنية ضمن سياق محاربة سلطات دمشق.
حيث بينت الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات، أن بشار الأسد يشكل المشكلة الرئيسة لواشنطن، لذلك على الأمريكيين التحول الآن إلى مرحلة الوجود العسكري في الجنوب وهذا سيكون إعلاناً عن فتح جبهة جديدة ما يمنح المعارضة القوة والثقة.
وأياً كانت دوافع الولايات المتحدة وحلفائها، فمن الواضح أن هدف هذه القوات من التواجد في سوريا ليس محاربة الإرهاب، وكما أشار العميد السوري المتقاعد علي مقصود بأن الوجود العسكري الأمريكي في جنوب البلاد ضروري لواشنطن لكي تتمكن من حماية تل أبيب حليفتها الرئيسة في المنطقة، والحديث هنا يدور عن إنشاء منطقة عازلة تفصل سوريا عن هضبة الجولان المحتلة”.
وفي سياق متصل ورد في صحيفة “الحياة” تصريحاً لوزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” يفيد بأن:
“موسكو مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة في شأن حل الأزمة السورية، ومن حين إلى آخر تؤكد السلطات الروسية استعدادها لاستئناف التعاون مع واشنطن في شأن سوريا وقضايا دولية أخرى في سبيل مكافحة الإرهاب”.