لفتت دراسة حديثة إلى أن التعاطف مع الآخرين والانتباه لمشاعرهم، هو متصل بالجينات الداخلة في تركيبة الشخص إضافة إلى أنها نتاج التجربة الحياتية.
وتشكّل هذه النتائج خطوة إضافية في فهم مرض التوحّد، الذي يحول دون تفاعل المريض مع محيطه.
وذكر معهد باستور الذي ساهم في إعداد هذه الدراسة أن أكبر دراسة جينية حول التعاطف، تستخدم بيانات عائدة لأكثر من 46 ألف شخص، موضحاً أنه لا توجد معايير دقيقة لقياس التعاطف، لكن الباحثين استندوا على مجموعة أسئلة أعدّتها جامعة كامبريدج في العام 2004، وقورنت نتائج الاستبيانات بالخريطة الجينية لكل شخص.
وتبيّن للباحثين أن “قسماً من التعاطف هو وراثي، وأن ما لا يقلّ عن عُشر هذه الصفة يعود لأسباب وراثية”.
وأوضح سايمون كوهين أحد المشرفين على الدراسة أن الإشارة إلى العوامل الوراثية في موضوع التعاطف يساعد الباحثون على فهم الأشخاص، مثل المتوحّدين، الذين يصعب عليهم أن يتصوّروا مشاعر الآخرين، ومن شأن هذه الصعوبة في قراءة مشاعر الآخرين أن تصبح عائقاً أقوى من أي إعاقة أخرى.
وتعتبر النساء هنّ أكثر تعاطفاً من الرجال في المعدّل، لكن هذا الفرق لا علاقة له بالحمض النووي، وإنما يعود الفرق في التعاطف بين الرجال والنساء إلى عوامل بيولوجية وليست وراثية منها الهرمونات، أو عوامل غير بيولوجية كالعوامل الاجتماعية، بحسب جامعة كامبريدج.