أثر برس

الولايات المتحدة تختار الأكراد.. وأردوغان يفقد ثقة المعارضة

by Athr Press R

يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية فضلت دعم الملف الكردي مقابل نشوء الحلف روسي – إيراني – تركي بعد إعلانها بشكل رسمي عن تشكيل قوة حدودية قوامها ثلاثين ألف مقاتل، بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية”، لنشرها طول الحدود السورية.

المعطيات تشير إلى أن الحلف الروسي – التركي – الإيراني سيكون أكثر وثاقة بعد الإعلان الأميركي الأخير، والذي بدوره  يرى بأن تسليم الملف الكردي لن يبقي له أي ورقه في سوريا بعد حرب دامت لأكثر من سبع سنوات، وسيكون بذلك المعبر من طهران إلى بيروت أكثر قوةً واستقراراً من السابق لذلك رأت القيادة الأميركية بأن بقاء الملف هو الأنسب.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح يوم أمس قائلاً: “هذا ما لدينا لنقوله لكل حلفائنا، لا تتدخلوا بيننا وبين التنظيمات الإرهابية وإلا فلن نكون مسؤولين عن العواقب غير المرغوب فيها، إما أن تنزعوا أعلامكم المرفوعة على هذه التنظيمات الإرهابية، أو سنضطر إلى تسليم هذه الأعلام إليكم، ستستمر عملياتنا حتى لا يبقى إرهابي واحد على حدودنا” على حد قوله.
وتابع: “في أي لحظة قد تبدأ العملية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، ومن بعدها سيأتي الدور على مناطق أخرى، وستستمر حتى القضاء على آخر إرهابي، القوات المسلحة التركية ستحل مسألتي عفرين ومنبج بأسرع وقت والاستعدادات استكملت، فالعملية يمكن أن تبدأ في أي لحظة، أوصيناهم (أميركا) بإزالة التنظيمات الإرهابية من الساحة، فإن كنا نموذجاً للشراكة الاستراتيجية، فإنه يتوجب عليهم القيام معنا بهذا العمل”.

وتأتي تلك التصريحات بالتوازي مع استكمال التحضيرات التركية بشأن عملية عفرين، وهنا يطرح السؤال نفسه، لماذا ستبدأ المعركة من عفرين؟

يرى مراقبون بأن الحكومة التركية اختارت البدء بعمليتها في عفرين لإنهاء التواجد الكردي في عفرين من أجل أهداف استراتيجية بعيدة لها علاقة بالأهداف الكردية التي تتعلق بامتدادها إلى عفرين باتجاه الغرب، ليتمكن “الكيان الكردي” المستقلبلي من الانفتاح على العالم من كل الجوانب ولاسيما الجانب الاقتصادي.

وعلى مقلب آخر أعلن الرئيس التركي ظهر اليوم، أن بعض فصائل المعارضة ستشارك في العملية العسكرية على مدينة عفرين شمال حلب، قائلاً: “إن العملية العسكرية على مواقع تنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابي في عفرين ستكون بمشاركة المعارضة السورية، هذا النضال من أجلهم، نحن نساعد إخوتنا هناك من أجل حماية أراضيهم” على حد تعبيره.

تلك التصريحات لاقت حالة من الانتقاد للسياسة التركية في صفوف المعارضة بعد ظهور عدد من التعلقيات تتحدث عن سياسة أنقرة خلال الفترة الأخيرة والتي ترى فيها تركيا مصالحها بعيداً عن مصلحة مقاتلي المعارضة حيث سيطرت القوات السورية على مساحات واسعة من مناطهم خلال عملياتها الأخيرة في ريف إدلب وحماه والتي كان بتنسيق بين الجانبين الروسي والتركي.

وتحدث أحد نشطاء المعارضة بأنه يوجد عدد من المقاتلين المعارضين استعادت القوات السورية السيطرة على قراهم بموافقة تركية، والآن تطلب منهم تركيا الدخول في معركة عفرين من أجل مصالحها، “يبدو أن المصالح التركية في الشمال باتت على دماء السوريين، يبدو أن التسويات السياسية باتت على حسابنا”.

في حين يتحدث آخرون عن أن العملية الأخيرة التي أعلنتها فصائل المعارضة في جنوب إدلب كانت بهدف التخفيف من السخط القائم لدى فصائل المعارضة، حيث اقتصرت تلك العمليات على نقاط محددة استعادت القوات السورية السيطرة عليها دون وضع هدف استراتيجي بالتقدم ضمن المناطق وهو الأمر المتفق عليه بين الجانبين التركي والروسي.

وعليه، يبدو أن التطورات السياسية الأخيرة بدأت تظهر بشكل أكثر صراحة ووضوح، وباتت الخطابات العاطفية بعيدة عن المسامع، فهل سيظهر تنسيق سوري – تركي خلال المرحلة المقبلة؟ أم أن تركيا ستكتفي بقوات المعارضة وستبقى العملية عل حدود عفرين!

اقرأ أيضاً