على خلاف التصريحات الأميركية خلال الأشهر الأخيرة حول تخفيض الدعم العسكري لـ”لوحدات الكردية” في الشمال السوري، يبدو أن الولايات المتحدة تسير في مشروع أكثر تصعيداً ووضوحاً تجاه من يخالف سياستها مع الملف الكردي.
حيث أعلنت قناة العربية بلقاء مع مع قيادي في الوحدات الكردية عن تأسيس تشكيل عسكرية جديدة تحت اسم “جيش شمال سوريا” وسيكون عمادها الأساسي “قوات سوريا الديمقراطية”، بهدف حماية مناطق “الحسكة، كوباني، تل أبيض، ومنبج، عفرين، الرقة، الريف الشمالي لدير الزور” من أي قوة تحاول الدخول إليها، (حسب ما صرح قائد التشكيل).
وتحدث القائد العام لهذا التشكيل عبر القناة قائلا:ً “إن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يقدم لنا الدعم التقني والأسلحة والتدريب، وأن العمل مع التحالف مستمر كما كان خلال الحرب على داعش”.
تأتي تلك التصريحات في تطور من شأنه زيادة الشرخ الأميركي – التركي و توثيق الحلف الروسي – الإيراني – التركي.
الإعلان الأميركي المبطن عن إنشاء قوة لحماية المناطق التي سيطرت عليها الوحدات الكردية يأتي في الوقت الذي يقترب فيه قرار الإعلان عن بدء عمليات عسكرية باتجاه غفرين من قبل الجانب التركي بالتوازي مع استكمال القوات السورية وحلفائها باتجاه الرقة مما ينهي فكرة “الفيدرالية الكردية” في سوريا، ما من شأنه عدم استمرارالقواعد الأميركية في الشمال، كل ذلك دفع الولايات المتحدة لاستدراك الوقت وإنشاء ما يسمى “جيش شمال سوريا” لتجسيد الخطوط الحمراء الأميركية ومنع اجتيازها.
وفي سياقٍ متصل صرح مسؤول أميركي لـصحيفة “الحياة ” الندنية أن واشنطن تقوم مع شركائها على الأرض بكثير من التحركات على الحدود السورية – العراقية، لقطع جسر إيران البري من طهران إلى بيروت”، في دلالة إلى الهاجس الأميركي من ابقاء الحدود السورية – العراقية خالية من أي رقابة أميركية في حال لم تنجح “الفدرالية الكردية” وبالتالي لن تستمر القواعد الأميركية في المنطقة.
حيث باتت الولايات المتحدة على يقين أنه لا يمكنها إنشاء قواعد دائمة في سوريا ما لم تكن تلك القواعد ضمن فئات توافق على وجودها كـ “قوات سوريا الديمقراطية “، وإلا ستواجه مقاومة شعبية كما كان الحال في العراق لذلك باتت الولايات المتحدة ترى أن وجودها في الشمال مرتبط بوجود الوحدات الكردية.
لكن يبقى السؤال.. ما هي الضريبة التي ستدفعها الولايات المتحدة لقاء دعمها للوحدات الكردية؟ وكيف سيبدو الحلف الإيراني – التركي -الروسي بعد ذلك؟