أعلن فصيل “جيش سورية الحرة” المدعوم أمريكياً في منطقة التنف جنوبي سوريا عن إجراء تعديل في قياداته، مؤكداً أنه تم عزل فريد القاسم وتعيين سالم تركي العنتري بدلاً منه.
وقال الفصيل في حسابه على منصة “X” أنه “أجرى جيش سورية الحرة اليوم تغييراً في القيادة ورحب بقائد جيش سورية الحرة الجديد”، دون ذكر معلومات حول مصير القاسم.
واتهم القاسم سابقاً بانتهاكات عدة، ففي أيار الفائت أفادت مصادر “أثر برس” بأن القاسم وشقيقه “طارق” اختلسا مبالغ ماليّة مُقدمة من أحد أبناء مدينة القريتين بريف حمص الشرقي ويدعى “عبد العزيز أبو تركي” ومقيم في السعودية، وتصل قيمة المبالغ المُحولة إلى 86 ألف دولار أمريكي.
وفي أيار 2023 أفادت مصادر خاصة لـ”أثر” أنه صدر قراراً يقضي بإقالة القاسم قائد فصيل “جيش سورية الحرّة”، موضحة أن القاسم أُبلغ بالقرار شفهياً عقب اجتماع لقيادة “التحالف الدولي” عُقد في التنف، مُرجحة صدوره بشكل رسمي عقب ترتيبات ستتخذ بهذا الشأن.
وتشهد صفوف الفصيل باستمرار حالة من التوترات والخلافات منذ أن تم تسليم القاسم قيادة “جيش سورية الحرة” في 25 أيلول 2022، ففي آذار 2023 استقال عدد من قياديي الفصيل وعناصره، احتجاجاً على إجراءات القاسم.
وفي 3 تشرين الأول 2022 عيّنت الولايات المتحدة الأمريكيّة رسمياً “فريد القاسم” قائداً جديداً لـ”جيش سورية الحرة” في التنف جنوبي سوريا، وأفادت مصادر “أثر برس” حينها بأن تعيين “القاسم” جاء بدفع من القوات البريطانية التي أبدت اهتماماً ملحوظاً بمخيم الركبان ومنطقة التنف خلال الآونة الأخيرة، ومن خلال قيادة هذه القوات التي تنتشر بشكل مشترك مع نظيرتها الأمريكية في قاعدة التنف، فُرض”القاسم”، كقائد عام لـ”مغاوير الثورة”.
وواجه “التحالف الدولي” الاعتراضات التي طالت قرار تعيين “القاسم” بشدة، فبعدما احتج عدد من قياديي وعناصر الفصيل على القرار في التنف، طوّقت قوات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن قاعدتها في التنف وأمر العناصر الموجودة في القاعدة والتّي لا تنتمي لـ”التحالف” بمغادرتها بدون أسلحتهم و سيراً على الأقدام.
ونقل حينها موقع “العربي الجديد” عن مصادره أن قوات “التحالف الدولي”، حاصرت قوات وقادة كانوا معارضين لتسلم “القاسم” قيادة الفصيل لمدة نصف ساعة في قاعدة “التنف” العسكرية، وعقب الحصار تم الاتفاق على تسلمه القيادة من دون أي مشكلات وبشكل سلمي.
وأكدت مصادر “أثر برس” حينها أن القوات البريطانية التي عيّنت “القاسم”، هددت معارضيّه بالإقصاء من مناصبهم مع منعهم من مغادرة منطقة خفض التصعيد، التي تُعرف باسم “منطقة الـ 55 كم”، التي تضم التنف ومخيم الركبان.
يشار إلى أن المنطقة التي ينتشر فيها فصيل “جيش سورية الحرة” هي منطقة التنف وتدعى منطقة الـ55 عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، وتوجد فيها إحدى أهم القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، وفي 13 أيلول أفادت منصة “إيكادا” التي تعتمد في تحقيقاتها “المعلومات الاستخباراتية المفتوحة بأن صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها عبر برنامج Google Earth Pro تؤكد وجود أن القوات الأمريكية عززت وجودها العسكري في هذه القاعدة وعملت على تطويرها.