خاص || أثر برس سجلت أسعار الأسماك ارتفاعاً جديداً في أسواق اللاذقية، مدفوعة بقلّة العرض نتيجة عزوف عدد كبير من الصيادين عن النزول إلى البحر بسبب عدم حصولهم على مادة المازوت المدعوم منذ أربعة أشهر، وحيث وصل سعر البيدون سعة 20 ليتر لـ 250 ألف ل.س في السوق السوداء.
وقال عدد من الصيادين لـ”أثر”: مهما بلغت غلّة الصيد فإنها لا تعوّض تكاليف رحلة الصيد التي تحتاج إلى 15 ليتر من المازوت، ناهيك عن ارتفاع أجور الصيانة ومستلزمات عملية الصيد، واقع الحال الذي دفع بالكثير من الصيادين للعزوف عن العمل والتوجه نحو مهن أخرى يستطيعون من خلالها تأمين مصدر رزق يكفي حاجاتهم المعيشية.
وأضاف الصيادون: رغم كل صعوبات العمل إلا أن الأمر الذي زاد من معاناتنا هو رفع الدعم عنا واضطرارنا إلى شراء المازوت بالسعر الحر بالمخصصات المحددة لنا وهي 60 ليتر كل شهر، ورغم ذلك فإننا لا نحصل عليها بشكل مستمر، ما يفرض علينا اللجوء للسوق السوداء وشراء البيدون بسعر يتجاوز 250 ألف ل.س.
واشتكى الصيادون أنه بالرغم من كثرة المطالبات بإعادتهم للدعم ومعاملتهم أسوة بالجرارات الزراعية باعتبارهم تابعين لوزارة الزراعة، إلا أنه من دون جدوى، بالرغم من أن مهنة الصيد تؤمن مادة السمك المهمة في السوق المحلية، مجددين مطالباتهم بإعادة النظر في واقع حالهم لدفع من تبقى في مهنة الصيد للاستمرار بها.
وأكد الصيادون أن ارتفاع أسعار السمك في السوق ليس سببه الصيادين الذين يتقصّدون رفع الأسعار لتعويض خسارتهم، وإنما بسبب قلّة العرض في السوق بسبب قلّة عدد الصيادين الذين يعملون برغم ارتفاع التكاليف، مشيرين إلى أن معظم المراكب لا تبتعد كثيراً عن الشواطئ توفيراً في المازوت.
بدوره، شدد رئيس جمعية صيادي اللاذقية نبيل فحام لـ”أثر” على ضرورة توفير المازوت للصيادين ودعمهم لتشجيعهم على الاستمرار في المهنة وعدم العزوف عنها لما تشكله من أهمية في توفير مادة السمك في السوق، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على أسعار الأسماك التي ستنخفض مدفوعة بكثرة العرض.
وأشار فحام إلى أن عدد كبير من الصيادين هجروا المهنة بسبب ارتفاع سعر المازوت ورفع الدعم عنهم. ناهيك عن ارتفاع تكاليف الصيد من أجور عمال، مستلزمات الصيد وصيانة المراكب وغيرها.
وأضاف فحام: تعد الفترة الحالية أوج موسم الصيد بسبب كثرة الأسماك العائمة كالبلاميدا والشكمبري والسردين والغبص والعصيفري، ورغم ذلك فإن العرض قليل في أسواق السمك بسبب قلة عدد الصيادين، مؤكداً أنه لو كان هناك صيد لانعكس ذلك على كثرة العرض في الأسواق وأدى إلى انخفاض الأسعار، مدللاً أن أنواع الأسماك الشعبية كالبلاميدا والشكمبري والسردين والغبص تبدأ من 70000 ل.س، وهي أسعار مضاعفة عن مثل هذه الفترة من الأعوام الماضية.
وضمّ فحام صوته لأصوات الصيادين بضرورة إعادة النظر في دعم الصيادين بالمازوت، لأن شراء بيدون المازوت بسعر يتراوح بين 250-300 ألف ل.س يجعل الصياد غير قادر على الاستمرار في المهنة والمكابرة طويلاً على خساراته فمهما بلغت غلّته من الصيد لا تعوّض التكاليف التي يتكبدها، خاصة أن كل رحلة صيد تحتاج بين 15- 20 ليتر مازوت.
وفي جولة لمراسل “أثر” على سوق السمك، تبين أن الكميات قليلة جداً والحركة خفيفة، حيث يباع كيلو سردين طيّاري بـ 55 ألف ل س، البلاميدا بين 70- 80 ألف ل.س، الجربيدي والغبّص بين 75-100 ألف ل.س، المرمور بين 75-110 ألف ل.س، السلطاني بين 110-120 ألف ل.س، البوري بين 60-100 ألف ل.س، القريدس بين 140-200 ألف ل.س، اللقس بنوعيه الصخري والرملي بين 100-150 ألف ل.س، الفريدي بين 250-300 ألف ل.س.
باسل يوسف – اللاذقية