رغم انقضاء المهلة التي مددت حتى أول أمس الجمعة، لا يزال الترقب الحذر يلف مصير مدينة طفس في ريف درعا الغربي، وبالتوازي مع استمرار تدفق التعزيزات العسكرية إلى محيط المدينة، كثف مسلحون من هجماتهم على نقاط الجيش في باقي أجزاء المحافظة.
حيث أفادت مصادر لـ “أثر” بأن التعزيزات العسكرية التي توجهت إلى محيط المدينة تركزت جنوب غرب طفس، كما جرى تعزيز الانتشار في محيط الدوائر الحكومية كالبحوث العلمية والري والجامعات.
وشهدت المدينة عدة اجتماعات بين الجيش السوري ووجهاء من ريف درعا الغربي خلال الأيام الفائتة، وقال “المرصد” المعارض إن تلك الاجتماعات انتهت بموافقة “مبدئية” من قيادات بعض التشكيلات المسلحة على إخراج بعض المسلحين المطلوبين للجيش، وعددهم ستة مسلحين، من طفس وترحيلهم إلى إدلب، قبل دخول الجيش إلى المدينة لكن أيّاً البنود لم يتم تنفيذها حتى ساعة إعداد التقرير.
وشهد أول أمس الجمعة، ومع انقضاء مدة المهلة الممنوحة من الجيش السوري للفصائل، ارتفاعاً ملحوظاً في معدل هجمات المسلحين على نقاط الجيش في عموم درعا، حيث أفادت صفحات محلية باندلاع اشتباكات في المنطقة التي تُسمى المربع الأمني في مدينة نوى غربي درعا، حيث شهدت تبادلاً لإطلاق النار، بين وحدات من الجيش ومسلحين مجهولين. جاء ذلك بالتوازي مع وقوع انفجار على أطراف مدينة جاسم، تبعه إطلاق نار قرب أحد الحواجز العسكرية، فيما شهد حاجز عسكري في عين ذكر غربي درعا إطلاق نار أيضاً. ولم يختلف المشهد كثيراً في الغارية الشرقية، والكرك الشرقي شرقي درعا، أما بلدة المليحة الشرقية شرقي درعا فقد شهدت اشتباكات على حاجز عسكري.
كذلك أفادت الصفحات المحلية بإلقاء قنبلة يدوية من قبل مُسلّحين مجهولين، يستقلّون دراجة نارية، في حي المركز الثقافي في مدينة الصنمين شمالي درعا، ولم ينتج عن ذلك أي خسائر بشرية.
ولم يقتصر التوتر على محافظة درعا حيث امتد أمس ليشمل محافظة القنيطرة، بعد قيام مسلحين مساء أمس السبت، بشن هجوم على نقطة عسكرية تابعة للجيش في بلدة جبا بريف القنيطرة الشمالي بالقرب من الحدود مع الجولان المحتل، دارت اشتباكات عنيفة لم تسفر عن أي إصابات في صفوف قوات الجيش.
وكانت قد أصدرت عدة تشكيلات عسكرية في المحافظة بيانات عبرت فيها عن وقوفها إلى جانب المسلحين في “طفس”، وحرضتهم على عدم الامتثال لشروط الجيش التي تمثلت بإخراج المطلوبين من المدينة وإعادة مؤسسات الدولة إليها.