خاص|| أثر برس لا يزال الانقطاع الطويل لمياه الشرب هو المعاناة القديمة الجديدة لأهالي محافظة طرطوس، خاصة في ظل التقنين الكهربائي الطويل الذي يحرم عائلات كثيرة من تعبئة الخزانات التي تبقى فارغة بحكم تزامن ضخ المياه مع التغذية الكهربائية.
واشتكى عدد من أهالي حي الشيخ سعد بمدينة طرطوس لـ”أثر” من انقطاع مياه الشرب لأيام عدة وصلت إلى 10 أيام، مؤكدين أنه لا طاقة لهم على تحمل تكاليف شراء المياه من الصهاريج، حيث تبلغ تكلفة تعبئة خزان سعة 5 براميل بين 40-50 ألف ل.س.
المعاناة ذاتها تعيد إنتاج نفسها في أحياء أخرى كالإنشاءات، إذ بيّن الأهالي أنهم يعانون من انقطاع المياه لمدة 5 أيام، وعند تغذيتها تكون ضعيفة وبالكاد تصل إلى صنابير المياه داخل المنازل الأرضية، ما يبقي الخزانات فارغة.
إلى ريف طرطوس، الانقطاعات تطول والمعاناة تتفاقم في ظل ازدياد حاجة الأهالي لمياه الشرب، إذ اشتكى عدد من أهالي دوير رسلان وبمنة من عدم تغذيتهم بمياه الشرب منذ أيام عدة، وعدم قدرتهم على تأمين المياه.
وأشار الأهالي بحديثهم لـ”أثر” إلى أن مؤسسة مياه الشرب أرسلت مولدات كهربائية لتغذية قراهم بالمياه، لكن هذه المولدات لم تعمل، لتبقى معاناتنا قائمة من دون أي حل، مطالبين بإرسال مولدات أخرى “شغالة”، لحل أزمة انقطاع المياه عن مجموعة القرى التي تتغذى من بيت الوادي.
من جهته، بيّن مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب في طرطوس المهندس أحمد حسامو لـ”أثر” أنه في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة ونسبة الرطوبة، تزايد استهلاك المياه بشكل غير مسبوق، مؤكداً أن الوارد المائي في مدينة طرطوس مستمر على مدى 24 ساعة دون انقطاع، لكن هذا الوارد يذهب باتجاه الأحياء المنخفضة في المدينة ومحيطها، ما يؤدي لحدوث اختناقات في الأحياء والمناطق المرتفعة التي تقع على مستوى خزان مياه جديتي الذي يغذي مدينة طرطوس بمياه الشرب.
ولحل مشكلة الاختناقات الحاصلة في الأحياء المرتفعة، أشار حسامو إلى أنه يتم تعويضهم بالمياه ليلاً، حيث يتم حجز مياه نبع السن باتجاه المدينة عندما يكون الضاغط منخفضاً بالمدينة، لتأمين ارتفاع منسوب المياه وضخها باتجاه الأحياء المرتفعة.
وفيما يتعلق بمعاناة الريف، قال حسامو: مياه الشرب متوفرة، لكن الانقطاع الطويل في الكهرباء يؤدي إلى عدم وصول المياه لكافة القرى، مدللاً أنه في عام 2018 كان برنامج التقنين الكهربائي ثلاث ساعات تغذية بثلاث ساعات قطع، وكان وضع التغذية المائية جيد، حيث مرّ فصل الصيف من دون تسجيل أي شكوى باستثناء بعض الحالات الخاصة.
وأضاف: استمرارية التغذية بالمياه تجعل جميع القرى تحصل على حاجتها من مياه الشرب ووصولها إلى المناطق الأطول عبر الشبكة، لكن مع عدم التغذية المستمرة نتيجة الانقطاعات الكهربائية، تحصل بعض الاختناقات، ولذلك تحصل بعض الأزمات في مشاريع مياه الشرب التي تعتمد على مجموعات التوليد، مشيراً إلى ربط 63 محطة على مستوى المحافظة بخطوط معفاة من التقنين الكهربائي، ونعمل وفق الأولويات، ناهيك أن مجموعات التوليد بحاجة إلى تأمين زيت لها، صيانة، قطع تبديل، ونتيجة الارتفاع الكبير في الأسعار فان أسعارها باتت باهظة، خاصة خلال العام الجاري، الأمر الذي انعكس سلباً على المحافظة على الصيانة الدائمة أو الفورية.
وأكد حسامو حدوث اختناقات في المناطق التي تعتمد على مجموعات توليد، مدللاً بقطاع بيت الوادي الذي تتغذى منها قرى عدة بينها دوير رسلان وبمنة، حيث حدث عطل في المجموعة وهي بحاجة لتأمين قطع بديلة أسعارها مرتفعة، مبيناً أنه تم إرسال مجموعة بديلة من محطة البيضا لكنها لم تعمل في بيت الوادي، مع العلم أنها كانت تعمل في البيضا، مؤكداً أن المتعهد توجه صباح اليوم إلى بيت الوادي لتشغيل المجموعة وحل أزمة قطاع بيت الوادي وتأمين عودة التغذية المائية إلى القرى المستفيدة من مشروع بيت الوادي.
صفاء علي – طرطوس