في ظل جملة من المتغيرات التي يمر فيها النظام الأمريكي على الصعيد الداخلي والخارجي اقتصادياً وسياسياً، وخصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، تناولت بعض الصحف العربية والأجنبية جملة من الحقائق التي تحذّر من تدهور كبير في الاقتصاد الأمريكي.
حيث نشرت صحيفة “القدس العربي“:
“يمثل الرئيس الأمريكي ومعه الحزب الجمهوري امتداداً طبيعياً للمدارس الرأسمالية التي أنتجت اقتصاد الاحتكار الراهن والذي يرتبط بسيطرة أقلية تزداد اغتناء وأغلبية تزداد فقراً وعزلة، وإن اقتصاد الأقلية في ظل تآكل الطبقة الوسطى أضعف التنافسية وخلق من كل شيء سلعة للبيع والشراء، وسعي الرئيس ترامب وفريقه وتياره للحفاظ على الوضع الراهن عبر مزيد من تقسيم المجتمع الأمريكي بين الأسود والأبيض وبين الليبرالي والمحافظ وبين الطبقة العليا والطبقات الشعبية قد أوصل الولايات المتحدة للحظة التوتر الراهنة .. لا يوجد ما يضمن تطور الوضع الأمريكي نحو استقرار جديد، فالسياق العام الذي شرحناه يزداد عمقاً وخبرة، والسعي للتغيير أصبح مطلبا يزداد رسوخاً”.
كما ورد في جريدة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقرير يعرض أرقام موثقة تُثبت مدى تراجع الاقتصاد الأمريكي:
“انخفض إجمالي الواردات الأمريكية بنسبة 13.7 في المائة، لتصل إلى 200.7 مليار دولار في نيسان، بينما انخفضت الصادرات بنسبة 20.5 في المائة، لتصل إلى 151.3 مليار دولار، واتسع العجز بنسبة 16.7 في المائة، ليصل إلى 49.4 مليار دولار خلال هذا الشهر، وفقاً لبيانات نشرتها وزارة التجارة الأمريكية .. وقال البنك الدولي أن الاقتصاد الأمريكي من الممكن أن ينكمش بنسبة 6.1 في المائة هذا العام، وتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 6.5 في المائة في 2020”.
وفي هذا السياق أجرت صحيفة “إزفيستيا” مع كبير الاقتصاديين السابق في مؤسسة “مورغان ستانلي”، إحدى أكبر المؤسسات المصرفية في الولايات المتحدة ستيفن روتش، لقاء حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي ونشرت عن هذا اللقاء مقالاً بعنوان “أيام هيمنة الدولار قد تكون معدودة!” جاء فيه:
“وجد الخبير الاقتصادي إمكانية لحدوث انهيار للدولار الأمريكي في نهاية العام الحالي أو في بداية العام المقبل، لافتاً إلى أن الدولار قد ينخفض بنسبة 35% مقابل سلة من العملات، أقل من الحد الأدنى المحدد في عام 2021، ووصف روتش مثل هذا الحدث بأنه غير عادي، لأن الدولار في الماضي كان دائماً ما ينخفض على خلفية الوضع المستقر في الاقتصاد العالمي، في حين أن مثل هذا الانهيار الآن، في ظل الأزمة وفترة ما بعد الأزمة، يمكن أن تترتب عليه عواقب غير متوقعة”.
بالرغم من هذا الواقع الاقتصادي الذي تمر به الولايات المتحدة الأمريكية وفي ظل حالة اللا استقرار المتفشية في الداخل الأمريكي نتيجة اشتعال شرارة الثورة ضد العنصرية بعد مقتل المواطن الأمريكي أسود البشرة جورج فلويد، ونتيجة أيضاً لتفشي فيروس كورونا في أمريكا وفشل الإدارة الأمريكية في السيطرة عليه، تصر الأخيرة على فتح عدة جبهات لخدمة مصالحها ومصالح حلفاءها في الخارج، كفرض العقوبات الاقتصادية الجائرة على بعض البلدان مثل سورية وإيران وفنزويلا وغيرها من الدول، الأمر الذي يزيد من حالة العداء الخارجي للولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى الفوضى الداخلية المنتشرة فيها.