خاص || أثر برس يداهمون القرى بُغتةً، يعتقلون الشبان من أعمار مختلفة، وغالباً ما يكون من بين المعتقلين من هم دون سن الثامنة عشرة ( القاصرين )، ليتم لاحقاً تجنيدهم بشكل قسري في صفوف “الوحدات الكردية” أو الفصائل التي تتبع لها.
بهذه الكلمات يصف “أبو محمد” عمليات المداهمة التي تقوم بها “قوات سوريا الديمقراطية” لمناطق المحافظات الشرقية، وبحجة ما تسميه “الإدارة الذاتية” بـ “واجب الدفاع الذاتي”، والذي هو “قانون” فرضته على سكان المنطقة الشرقية لتجنيدهم بشكل قسري في صفوفها.
“قاصرات.. وجرائم شرف”
تعتبر “وحدات حماية المرأة” الجناح النسوي في البنية العسكرية لـ “الوحدات الكردية”، وغالباً ما تعتمد هذه الوحدات على إغراء الفتيات بالمال للانخراط في صفوف هذا التشكيل، إلا أن حالات عديدة سجلت في مدن “المالكية – عامودا – الدرباسية – رأس العين”، لاختطاف فتيات دون سن السادسة عشرة لتجنيدهن بشكل إجباري في صفوف “وحدات حماية المرأة”، بعد إخضاعهن لدورات عسكرية سريعة في معسكرات خاصة بـ “النساء”، بالقرب من “القامشلي – عامودا – المالكية – عين عرب – تل أبيض”، وتسمى هذه المعسكرات بـ “الاكاديميات العسكرية” وغالباً ما تقام في مباني المدارس التي تسيطر عليها “قسد” في المناطق المذكورة.
تقدر بعض المصادر الصحفية المقربة من “قسد”، عدد القاصرات في صفوف “وحدات حماية المرأة”، بنحو 20% من كامل عددها المقدر بـ 2000 مجندة، موزعين على المناطق التي تسيطر عليها “قسد” كـ “شرطة” و”قوات أمن عام – الآسايش”، كما سُجل تجنيد بعض الفتيات فيما يسمى بـ “شرطة المرور – الترافيك” التابعة لـ “قسد”، وتشترك النساء في عمليات المداهمة من خلال تفتيش النساء والغرف الخاصة بهن، بحثاً عمن تنطبق عليه شروط التجنيد الإجباري الخاصة وفقا لـ “قوانين الإدارة الذاتية”.
تكثر عملية تجنيد “القاصرات”، من خلال الخطف، في المناطق ذات الغالبية الكردية حصراً، وقد قامت بعض العوائل بتقديم شكاوى واضحة إلى “قسد”، إلا أن الأخيرة زعمت أن الفتيات لسن مجندات ضمن صفوفها، الأمر الذي أدى في بعض الأحيان إلى وقوع جرائم قتل بداعي “غسل العار”.
وتقول الإحصائيات التي حصل عليها ” أثر برس”، إن 12 جريمة قتل وقعت خلال العام 2018 تحت مسمى “جرائم الشرف”، كان ضحيتها مجندات في صفوف “قسد” من القاصرات.
مراهقون على الجبهات
تؤكد مصادر أهلية لـ “أثر برس”، إن الشبان المجندين بشكل “طوعي” في صفوف “قسد”، يسعون للحصول على الرواتب من خلال الانخراط في صفوف الفصائل المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ونتيجة لقلة فرص العمل في المحافظات الشرقية، فقد أصبح الأمر أشبه بـ “الوظيفة”.
وتغري الرواتب العالية الفتيان دون سن الثامنة عشر للحصول على مصدر دخل، من خلال حمل السلاح، وقد سجل خلال العمليات القتالية في مدينة “هجين” في ريف دير الزور الشرقي مقتل 22 شخصاً دون سن الثامنة عشر كانوا مجندين ضمن صفوف “قسد”، واللافت أن الأخيرة تنكر هذه المعلومات على الرغم من التقارير الإعلامية الدولية والصور التي نشرها تنظيم “داعش” آنذاك.
بحسب المعلومات الخاصة بـ “أثر برس”، فإن عدد المجندين دون سن الثامنة عشرة في صفوف “قسد”، يتراوح بين 1000 – 1500 مقاتل، موزعين على كامل الفصائل الموالية لها، وغالبية هؤلاء مجندين ضمن صفوف الفصائل المكونة من أبناء العشائر في ريف دير الزور والرقة ومنبج، كـ “مجلس دير الزور العسكري – فوج خبات الشعيطي – قوة برق الشعطيات – مجلس منبج العسكري – جيش الثوار”، كما أن عدداً كبيراً من المراهقين منتمين إلى صفوف الوحدات الكردية التي تعد بدورها الجناح المسلح لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي” المرتبط بـ “حزب العمال الكردستاني”، الموضوع على لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي.
في أيلول من العام 2018، أصدرت منظمة “هيومن رايتس وواتش”، تقريراً تحدثت فيه عن تجنيد الأطفال ضمن صفوف “قسد”، الأمر الذي أنكرته الأخيرة على الرغم من إصدار قائدها العام المدعو “مظلوم كوباني”، في الخامس من الشهر نفسه “5-9-2018″، تعميماً إلى كامل الفصائل التابعة له لوقف عملية تجنيد الأطفال ومن هم دون سن الثامنة عشرة، ومؤخراً قامت “قسد”، بتشكيل لجان في المناطق التابعة لها لمتابعة ملف “تجنيد الاطفال”، على أن تقدم وثائق صادرة عن الحكومة السورية يثبت فيها ذوي المجند أن ولدهم دون سن الثامنة عشرة، وجاء هذا القرار عقب توقيع “مظلوم كوباني”، لـ “بروتكول عمل مشترك”، مع الأمم المتحدة على حماية الأطفال في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.
محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية