منع مسلحو “جبهة النصرة” المدنيين النازحين من منطقة “خفض التصعيد” في إدلب من العودة إليها، من خلال التحكم بمعبر دير بلوط الوحيد الذي يربط المناطق التي تحتلها تركيا شمال وشمال شرق حلب.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادر محلية في إدلب تأكيدها على أن يوم أمس السبت شهد عودة أكثر من ١٠ آلاف شخص من المناطق التي تحتلها تركيا شمالي سورية من خلال عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” إلى إدلب وريف حلب الغربي من خلال معبر دير بلوط، وخلال ٢٤ ساعة فقط، وهي المهلة التي سمح تنظيم “النصرة” من خلالها بتجاوز المعبر باتجاه مناطق سيطرته في إدلب وغربي حلب.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن عودة النازحين إلى مناطقهم التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” في إدلب، بعدما تم تهجيرهم إلى المخيمات التي تم إنشاؤها في المناطق التي تحتلها شمالي سورية، تتم ببطء جديد، في حين يسمحون للمدنيين بالتدفق إلى المناطق التي تحتلها تركيا شمالي سورية، بعدما منعوهم من الخروج عبر المعابر الإنسانية التي سبق أن فتحتها الدولة السورية.
ووفقاً لما نقلته “الوطن” فإن “النصرة” تضغط على تركيا لعدم السماح بعودة النازحين من المناطق التي تحتلها إلى إدلب للتفاوض على عودتهم بما يسمح لها بإبقاء نفوذها على محيط “الشريط الآمن” الذي حدده اتفاق ٥ آذار الماضي التركي-الروسي في موسكو بعمق ٦ كيلو متر على ضفتي الطريق الدولي حلب-اللاذقية من المنطقة الممتدة من بلدة ترنبة غرب سراقب إلى تل الحور أقصى ريف إدلب الغربي.
وأضافت أن تنظيم “النصرة” يخشى إدخال تركيا ضمن المدنيين مسلحين مما يسمى “الجيش الوطني”، الذي شكلته في مناطق احتلالها شمال وشمال شرق حلب، إلى إدلب بما يخل بالتوازن مع مسلحيها الذي يسيطرون على أكثر من ٨٠ % من المساحة المتبقية من المحافظة والأرياف المجاورة لها غرب حلب وشمال غرب حماة وشمال شرق اللاذقية، ولذلك يمنع التنظيم رحلة عودة الأهالي إلى “خفض التصعيد”.
يشار إلى أن “جبهة النصرة” تعمد إلى الحفاظ على حالة التوتر في محيط محافظة إدلب لتضمن استمرار سيطرتها على المحافظة، لا سيما بعد الضعف الكبير الذي ظهر في صفوفها بعد العملية العسكرية التي شنها الجيش السوري مؤخراً واستعاد خلالها مساحات استراتيجية واسعة، كما تعمد “النصرة” وغيرها من المجموعات المسلحة إلى عرقلة تنفيذ بنود الاتفاق التركي-الروسي الذي تم عقده في موسكو، وسط صمت من الجانب التركي الذي يُعتبر مسؤولاً عن خروقات “النصرة” وغيرها من المجموعات المسلحة.