أعلن القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” مظلوم عبدي، أن “قسد” ستعمل لتصحيح الأخطاء وتلبية مطالب العشائر العربية، وذلك بعد إعلان انتهاء التصعيد في المحافظة من قبل “قسد”، بينما أكد شيخ قبيلة “البكارة” الشيخ نواف البشير أن المعركة لم تنتهِ.
بعدما أعلنت “قسد” عن انتهاء التصعيد في دير الزور، انتشر اليوم السبت مقطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي، يُظهر شيخ قبيلة “البكارة” الشيخ نواف البشير، وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل السلاح ويدعو العشائر إلى أن تهب هبة رجل واحد قائلاً: “هذا تاريخ ومصير وهذه مرحلة تاريخية ويجب أن نقف كلنا صفاً واحداً ضد هذا المشروع الكردي الصهيوني”.
وسبق أن أكد الشيخ البشير في حديث لـ”أثر”: “إذا لم ننتصر في هذه المعركة، هذا يعني أن المشروع الإسرائيلي انتصر بواجهة أكراد قنديل لتمزيق المنطقة ففيما يتعلق بنا نعد هذه المعركة مصيرية وهي ملقاة على أبناء العشائر”.
ويأتي موقف الشيخ البشير، بعدما أعلن القائد العام لـ”قسد” انتهاء التصعيد في المحافظة، واستعادة كافة المناطق التي سيطرت عليها قوات العشائر العربية، وذلك خلال لقاء صحفي أجراه أمس الجمعة مع قناة “الحرة” الأمريكية.
واعتبر عبدي : “أن ما حدث من اشتباكات لا تعني وجود صراع عربي- كردي في المنطقة”، معترفاً بوجود بعض المشاكل والتجاوزات من المجلس العسكري، ومتعهداً بتصحيح الأمور في المنطقة.
وسبق أن أكد عبدي في مقابلة مع وكالة “رويترز” أنه التقى زعماء العشائر، وهو يحترم طلبهم بالإفراج عن العشرات من المقاتلين المحليين الذين انتفضوا واعتقلوا في أثناء إخماد “قوات سوريا الديمقراطية” للاضطرابات، بحسب قوله.
وعن مصير الأشخاص الذين تم اعتقالهم في هذا التصعيد قال القائد العام لـ”قسد”: “لدينا قرار بأنه سيتم العفو عن جميع المتورطين في هذه الحوادث في عفو عام”، مشيراً إلى أنه “حتى الآن تم الإفراج عن نصفهم وسيتم الإفراج عن الباقين”.
وأقر عبدي، حينها بوجود خلل في تمثيل مختلف العشائر بالمجالس المحلية، وقال: “بالتأكيد هناك ثغرات موجودة وأخطاء على الأرض”، متعهداً بأن يتم إجراء إعادة هيكلة كل من “المجلس المدني الذي يحكم المحافظة ومجلس دير الزور العسكري”.
أما فيما يتعلق بموقف شيخ قبيلة “العكيدات” الشيخ إبراهيم الهفل، الذي كان يؤكد استمرار المعركة، انتشرت أمس الجمعة أنباء تفيد بلقاء جمع بين الهفل ومسؤولين عسكريين أمريكيين.
وتعقيباً على المستجدات الأخيرة التي شهدتها دير الزور، رجّح المحلل السياسي باسل معراوي، أن يلجأ “التحالف الدولي” لتقوية العشائر، وإعادة هيكلة “مجلس دير الزور العسكري”، وإن رُبط اسمياً بـ”قسد”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تحجيم “قسد”، إرضاءً لتركيا، مشيراً إلى أن هذا الأمر بدا واضحاً من خلال تواصلها مع قوات “الصناديد” العشائرية، ومع الشيح الهفل في وقت من الأوقات، وفقاً لما نقله موقع “العربي الجديد”.
وأضاف أن “واشنطن لن تتخلى عن العشائر، ولا عن قسد بعد إضعافها وتحجيمها، وهي تسعى أيضاً إلى إرضاء تركيا ضمن هذه المعادلات”.
وتشهد جبهات دير الزور في هذه المرحلة حالة هدوءاً حذراً وسط محاولات تؤديها “قسد” لكسب تأييد المدنيين، بتوزيع المواد الغذائية والمساعدات، وإعلان نيتها بالإفراج عن المعتقلين.
واندلعت الاشتباكات في دير الزور بتاريخ 27 آب الفائت، بعدما اعتقلت “قسد” قائد “مجلس دير الزور العسكري” المدعو “أحمد الخبيل- أبو خولة”، وكانت هذه الحادثة بمنزلة الشرارة التي فجّرت الجبهات في المحافظة، وتسببت بتحرك عدد من العشائر العربية ضد “قسد”.