أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في لقاء متلفز عبر شبكة “CNN” الأمريكية أنه لأول مرة سيوقف إرسال شحنة أسلحة أمريكية إلى الكيان الإسرائيلي، في خطوة خيّبت آمال “مسؤولين إسرائيليين”، بحسب تعبيرهم.
أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى أن خيبة الأمل تلقاها الكيان الإسرائيلي من أكبر ممول عسكري له، إذ نقلت عن مسؤولي الإدارة الأمريكية أنه “تم حجب 1800 قنبلة زنة 2000 رطل و1700 قنبلة زنة 500 رطل، وأن الإدارة تدرس ما إذا كانت ستوقف عمليات النقل المستقبلية”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “الولايات المتحدة هي إلى حد بعيد أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل، وقد سرعت عمليات تسليم الأسلحة بعد الهجمات في 7 تشرين الأول، ومن الصعب تحديد مقدار ما تلقته إسرائيل”، وقال الخبير العسكري في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، برادلي بومان: “منذ 7 تشرين الأول، أرسلت الولايات المتحدة عشرات الآلاف من الأسلحة إلى إسرائيل، وفي غالب الأحيان، أدى ذلك إلى تسريع الإمدادات التي تم الالتزام بها بالفعل بموجب العقود، التي وافق الكونغرس ووزارة الخارجية على عدد منها منذ مدة بعيدة”، وفق ما نقلته “نيويورك تايمز”.
في هذا السياق لفت موقع “أكسيوس” الأمريكي إلى أن “الإسرائيليين” انزعجوا من أن قرار بايدن كان علنياً، موضحاً أن “مسؤولين إسرائيليين كبار، أعربوا عن إحباطهم العميق من قرار إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي قضى بإيقاف شحنة أسلحة أمريكية، كانت متجهة إلى إسرائيل، مشيرين إلى أن ذلك قد يقوض مفاوضات الرهائن”، مضيفاً أن “إسرائيل أبلغت إدارة بايدن أنها منزعجة، ليس فقط من قرار تعليق الشحنة، ولكن أيضاً من تسريب المعلومة إلى وسائل الإعلام”، مشيراً إلى أن “بعض المسؤولين الإسرائيليين سعوا إلى الحصول على تفسير لقرار الولايات المتحدة بإيقاف شحنة الأسلحة”.
وعن أسباب هذه العلنية أشارت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية إلى أن “الإدارة الأمريكية توترت تدريجياً بشأن طريقة تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الحرب، وفي مقابلته مع شبكة CNN اعترف بايدن للمرة الأولى بأن الأسلحة الأمريكية الصنع قتلت مدنيين في غزة، وقال بايدن، في إشارة إلى القنابل التي تزن 2000 رطل، والتي أوقفتها الإدارة: “لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة تلك القنابل والطرائق الأخرى التي يستهدفون بها المراكز السكانية”، موضحة أن “تصريحات بايدن جاءت بعد أيام فقط من تأجيل الولايات المتحدة شحنة قنابل إلى القدس، وهذا يمثل مرحلة جديدة في تورط الولايات المتحدة في الحرب، وهي المرحلة التي كان التقدميون في حزب الرئيس يتوقون إليها”، مضيفة أن “بايدن يتعرض لضغوط متزايدة من عدد من الديمقراطيين – وكذلك من سلسلة من المظاهرات في الحرم الجامعي من الساحل إلى الساحل – للحد من دعم إسرائيل وسط أزمة إنسانية في غزة”.
يشار إلى أن شوارع وجامعات الولايات المتحدة الأمريكية شهدت في الآونة الأخيرة مظاهرات عدة طالبت بوقف الدعم العسكري الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة، وتسببت هذه المظاهرات بانتشار التوترات في عدد من الولايات الأمريكية إلى جانب الاعتقالات بحق المتظاهرين، وذلك بالتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.