بعدما أعلن العضو في مجلس الشعب السوري خالد العبود، أن عناصر “الفيلق الخامس” التابع لروسيا مشاركة في الهجوم الذي شنته مجموعات مسلحة على الجيش السوري في درعا، أصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً أكدت فيه أن الجيش السوري تمكن من تحقيق الاستقرار في محافظة درعا جنوب البلاد.
وأشار نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة اللواء البحري فاديم كوليت في بيان له يوم الجمعة، إلى أن مسلحي إحدى “الجماعات المناهضة للحكومة” هاجموا مواقع الجيش السوري في المحافظة.
وتابع “بفضل جهود القوات المسلحة السورية تم تحقيق استقرار الوضع، واعتباراً من 30 تموز تم الإعلان عن وقف إطلاق النار”، مضيفاً أن أجهزة الأمن السورية تمكنت من الاتفاق مع قادة الجماعات المسلحة حول تسوية الوضع.
وشهدت محافظة درعا بعد ظهر الخميس، هدوء حذر بعد الإعلان عن إطلاق الجيش السوري معركة عسكرية فيها، بعد الخرق الذي نفذته المجموعات المسلحة فيها بالاعتداء على حواجز الجيش السوري، لتطلب فيما بعد “اللجنة المركزية” الممثلة من قبل المجموعات المسلحة وقف فوري لإطلاق النار والشروع بشروط جديدة للمفاوضات على وقع التطوّرات الأخيرة في الأرياف”، بعدما اكتسبت أوراق قوّة جديدة تَوّجتها بإعلان لجنة أخرى منبثقة عنها تتحدّث باسم درعا البلد والأرياف، ما يشي برفع سقف المطالب.
وفي هذا السياق، نقلت جريدة “الأخبار” اللبنانية عن رئيس “لجنة المصالحة” وأمين فرع “حزب البعث” في محافظة درعا، حسين الرفاعي، تأكيده على أن “الدولة السورية ستُنهي ملفّ درعا، إمّا سياسياً أو عسكرياً”، معتبراً أن “وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه ليل الخميس ـــ الجمعة، فرصة لزيادة وتيرة المناقشات مع اللجنة المركزية، والتوصّل لحلّ شامل، ودخول الجيش إلى درعا البلد، وإطلاق سراح العسكريين الأسرى، وإخراج المسلحين الرافضين للتسوية إلى الشمال”.
وبعد طلب اللجنة المركزية، بوقف إطلاق النار، تم الإعلان عن وساطة روسية لإعادة التفاوضات ووقف إطلاق النار، وتزامنت هذه الوساطة الروسية مع إعلان عضو مجلس الشعب خالد العبود، عبر صفحته الشخصية على موقع “فيس بوك” أن عناصر اللواء الثامن التابع لـ “الفيلق الخامس”، المدعوم من روسيا داهم حواجز الجيش وخطف عدد منهم في محافظة درعا جنوب البلاد، حيث قال: “اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، المدعوم من الأصدقاء الروس، يقود عمليات مداهمة الحواجز، في كثيرٍ من مناطق ريف درعا، ويسيطر على بعضها، كما ويقوم بخطف بعض أبنائنا من القوات المسلحة”، مشدداً على أن الدولة السورية تطالب الروس بالتوقف عن “دعمهم لهؤلاء العناصر، الذين أضحوا أساسيّين في مشهد الفوضى، والاعتداء على استقرار الدولة والمجتمع، ودخول الجيش العربيّ السوريّ وفرض الأمن والاستقرار على تلك المناطق كاملة”.
وفي آخر مستجدات المفاوضات، أفادت مصادر لـ”أثر” أنه تم تحرير عدد من المخطوفين العسكريين في ريف درعا الشرقي.
وفي سياق متصل، أعربت الخارية الأمريكية في تصريح نقلته قناة “الحرة” الأمريكية أمس الجمعة عن مسؤول رفض الكشف عن هويته، عن قلقها مما يجري في درعا داعياً كافة الأطراف إلى وقف فوري لإطلاق النار.
يشار إلى أن بعد كافة جولات التفاوض والعمل العسكري في درعا خلال الأيام الفائتة، تبدو درعا اليوم أمام مفاوضات مفصلية تحدد شكل المرحلة المقبلة فيها، حيث يشير مراقبون إلى أنه من المرجح أن يعود الوضع في المحافظة كما كان في السابق.