يبدو أنه من غير المنطقي أن تقوم طائرات استطلاع لايتعدى ثمنها الألف دولار بالقيام بهجوم على أهم القواعد الروسية في الشرق الأوسط وإلحاق ضرر بطائراتها التي يبلغ ثمنها ملايين الدولارات.
هذا ماتحدثت عنه وزارة الدفاع الروسية، في ليلة 6 كانون الثاني، عندما اعترضت الدفاعات الروسية في سوريا 13 طائرة بلا طيار (درونات) أطلقتها “حركة أحرار الشام”، فتم إنزال بعضها بمساعدة وسائط الحرب الإلكترونية وتمكن بعضها الآخر من إلحاق ضرر في أجسام بعض الطائرات (حسب صور بثت من داخل القاعدة).
ووفقاً لما ذكرته الإدارة العسكرية الروسية، فإن هذه الطائرات استخدمت تكنولوجيات حديثة لم تكن بمتناول فصائل المعارضة في السابق.
وعلى وجه الخصوص، تم تجهيزها بأنظمة التحكم ذات المدى الأطول، التي تسمح بالسيطرة على الطائرات بلا طيار على مسافة تصل إلى 100 كم وضرب الأهداف باستخدام معلومات الملاحة من الأقمار الصناعية.
وفي الصدد قال النائب الأول لمدير الحرس الوطني الروسي “سيرغي ميليكوف”: ” ندرس خيار إنشاء مجموعات متخصصة في قواتنا الخاصة لاختبار نماذج تجريبية من المعدات لمكافحة الأنظمة الطائرة بلا طيار ولقد حصلنا على وسائل معينة”.
وتابع “إذا وصلنا إلى قناعة بضرورة إنشاء وحدة منفصلة من مجموعة من المتخصصين فبالطبع سوف نقوم بإنشائها، ولكن هذا السؤال لا يزال قيد الإعداد ويدرس الجنود في مركز المهمات الخاصة هذه المشكلة بالاشتراك مع وزارة الدفاع، ومكتب الأمن ومكتب التحقيقات الفدراليين”.
في حين برر الخبير العسكري “يوري زاخارتشينكو” ما حدث بأنه أمر طبيعي، مؤكداً على عدم وجود تكنولوجيا عالمية لمكافحة الطائرات من دون طيار حتى الآن، فينبغي أن يوفر السلاح المطلوب برأيه، الكشف عن الطائرات بلا طيار وتحديد هويتها وتوجيهها واستخدام وسائل مختلفة من السيطرة عليها بدءاً من الحرب الإلكترونية وصولا إلى التحكم بها أو القضاء عليها.
وتحدث “زاخارشينكو” عن التهديدات الناجمة عن الاستخدام الواسع الانتشار وغير المرخص به للطائرات بلا طيار، وقال: “نحن بحاجة إلى إعادة تكوين مجمع الدفاع إعتماداً على خصائص الهدف المطلوب حمايته، ونظراً لتعقيد المهمة لم يتم حلها حتى الآن في أي مكان في العالم ولكن العمل على ذلك قائم، ولعل إنشاء شعبة منفصلة في الحرس الوطني الروسي سيساعد على تكثيف البحث والتطوير في هذا المجال”.