وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، من الدوحة إلى أنقرة في إطار جولة شرق أوسطية جديدة شملت كلاً من تركيا وقطر، وذلك بعد انتهاء زيارته في نيويورك، لبحث مستجدات التوترات الحاصلة في فلسطين.
وأجرى عبد اللهيان مؤتمراً صحفياً مع نظيره التركي هاكان فيدان، وقال: “ستكون هناك مستجدات جديدة في المنطقة إذا لم تتوقف الحرب والصراع قد ينتقل إلى مناطق آخرى” مضيفاً أن “اتصالاتنا مستمرة من أجل عقد اجتماع على نحو سريع بشأن غزة والضغط لفتح ممرات إنسانية وإرسال مساعدات للفلسطينيين”.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي: “مساعينا مستمرة من أجل وقف إطلاق النار في غزة وفتح ممرات إنسانية وإيصال المساعدات منذ اليوم الأول للحرب”، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة للمشاركة في أي حل لهذه القضية.
وأضاف “قلقون من توسع الحرب إلى دول المنطقة وتبادلنا وجهات النظر في هذا الإطار مع وزير الخارجية الإيراني” متابعاً أن “الاتحاد الأوروبي لا يسعى إلى وقف إطلاق النار في غزة وبدلا من ذلك يقدم الدعم لإسرائيل”.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قد أبلغ كبار المسؤولين القطريين، وجهة نظر بلاده المتعلقة بوقف الحرب على قطاع غزة، مؤكداً أنه “من الطبيعي أّلا تسكت مجموعات وحركات المقاومة على كل هذه الجرائم، وأيضاً على دعم أمريكا الكامل للكيان الصهيوني” داعياً إلى اغتنام آخر الفرص السياسية لوقف التصعيد.
وأجرى عبد اللهيان محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونقل له رسالة شفوية من الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، قبل أن يلتقي نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال عبد اللهيان خلال لقائه أمير قطر: “العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة بدعم أمريكي سيؤدي إلى عواقب غير محتملة”، مؤكداً أن هذا العدوان سيؤدي إلى مواصلة هذا العدوان “سيؤدي إلى توسيع ردود الفعل في المنطقة”.
وأفادت الخارجية الإيرانية بأنه خلال المحادثات الإيرانية- القطرية في الدوحة، أكد عبد اللهيان أن “الوضع الإنساني في القطاع يبعث على الأسى”، محذراً في الوقت نفسه من “العواقب غير المتوقعة لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي وأوروبي”.
وقالت وكالة الأنباء القطرية “قنا” إن وزير الخارجية القطري بحث مع عبد اللهيان، سبل التعاون بين البلدين لدفع جهود وقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية وحماية المدنيين، ومنع اتساع نطاق العنف في المنطقة، ما سيكون له عواقب وخيمة على الجميع.
وقال وزير الخارجية القطري إنه بحث مع عبد اللهيان تصعيد المواجهات في غزة والضفة، ودفع جهود وقف إطلاق النار. وكتب في منشور في منصة “X”: “أكدنا ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية لمنع اتساع نطاق العنف والنزاع في المنطقة، مما سيكون له عواقب وخيمة على الجميع”.
وقبل توجهه من الدوحة إلى أنقرة، التقى عبد اللهيان، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، للمرة الثانية هذا الشهر، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن عبد اللهيان قوله إن “المنطقة في مرحلة اتخاذ قرار مهم جداً، وجماعات المقاومة تقرر في مناطقها ولا تنتظر بالضرورة قرارات سياسية”، مضيفاً أنه “في حال استمرت جرائم الحرب الصهيونية، واتساع نطاق الحرب، لن يكون هناك أي طرف بمنأى عن نطاق آثاره وتبعاته”.
وقال: “الحكومة الأمريكية على الرغم من توصيتها للآخرين بضبط النفس، هي عملياً طرف في الحرب وليست في وضع يسمح لها بدعوة الآخرين إلى ضبط النفس”.
وجاءت زيارة عبد اللهيان، الدوحة بعد زيارته نيويورك للمشاركة باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الطارئ، وأكد في الاجتماع عن استعداد بلاده إلى جانب قطر وتركيا للعب دور في إطلاق سراح الأسرى المدنيين في عملية “طوفان الأقصى”.
وقال: “أجرينا جولات من المباحثات مع حماس، وهي تفترض أن الحركة على استعداد للإفراج عن الأسرى المدنيين، ولكن على العالم أن يؤيد الإفراج عن 6 آلاف فلسطيني، يحتجزون في السجون الإسرائيلية”.
وفي زيارته نيويورك، أجرى وزير الخارجية الإيراني لقاءً صحافياً مع إذاعة “NPR” الأمريكية، أكد فيه أن “المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين يضعون أصابعهم على الزناد، وذلك تحسباً لعملية برية متوقعة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة”، وعلّق على لقائه بقيادات من فصائل وحركات لبنانية وفلسطينية بقوله: “ما توصلت إليه مما سمعته منهم ومن الخطط التي لديهم (…) فإنهم يضعون أصابعهم على الزناد”، مؤكداً أن “أفعالهم ستكون أكثر قوة وأعمق مما شهدتموه”.
وأوضح عبد اللهيان “أن حلفاء طهران يتخذون قراراتهم بأنفسهم”، متابعاً “هناك احتمالاً لاتخاذ أي قرار منهم في أي لحظة”.
يشار إلى أن الكيان الإسرائيلي مستمر بعمليات القصف العنيف في قطاع غزة، وارتكب أمس الثلاثاء، مجزرة مخيم جباليا راح ضحيتها 400 شهيد، في إحصائية غير نهائية، وجاء ارتكاب هذه المجزرة بعد ساعات من إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” رفضه لوقف إطلاق النار، وأيّد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، قرار “نتنياهو” معتبراً أن “حماس ستكون المستفيدة الوحيدة من وقف إطلاق النار الآن”.