أثر برس

بين ازدياد حالات “العقم الذكري” و”تجميد البويضات”.. الآثار القبيحة للحرب السورية تمتد

by Athr Press H

لم تترك الحرب والأزمة الاقتصادية التي تمر على سوريا شيء إلا وأثرت به، فآثارها القبيحة على حياة السوريين امتدت إلى موضوع الإنجاب.

حيث أكد نائب عميد كلية الطب للشؤون العلمية الدكتور مروان الحلبي، أن الأزمات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والنفسية التي جرت بعد الحرب على سوريا زادت من حالات العقم الذكري وبعض حالات العقم الأنثوي أيضاً.

وأوضح د.الحلبي أن أسباب أو دواعي إجراء طفل أنبوب لم تتغير كثيراً، فأغلب دواعي الإجراء الباكر هي العامل الذكري “العقم الذكري”، مضيفاً في حديث عبر إذاعة محلية: “إحصائياً لم نسجل زيادة ملحوظة بعمليات الإخصاب عند الشباب إلا أنه ربما بسبب نقص الحالات في الآونة الأخيرة أصبحوا ظاهرين قليلاً”، في حين أن المثبت علمياً أن عدد النطاف كان قبل 30-40 سنة أعلى من التعداد الوسطي حالياً.

وأضاف أنه خلال السنة الأخيرة خاصةً مع وباء كورونا وفرض الحجر والإغلاقات اتبعت مراكز الإخصاب في سوريا التوصيات العالمية بالتوقف عن العمل، فمنذ منتصف عام 2020 توقفت المراكز عن عمليات الإخصاب، واليوم جميع المراكز عادت إلى العمل مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع الإصابة بالفيروس أو انتقاله للذرية في حال الإخصاب.

كما بيّن د.الحلبي أن حالات الإخصاب في سوريا انخفضت إلى النصف العام الفائت، فكان وسطياً يجرى من 12 إلى 14 ألف دورة علاجية، في حين تراوحت الأرقام في عام 2020 بين 6-8 آلاف في جميع المراكز، وأن قسم من الأشخاص المتواجدين في الدول المجاورة كالعراق ولبنان والأردن ومن الخليج كانوا يأتون إلى سوريا لإجراء عملية الإخصاب، ولكن بسبب الإغلاق وانقطاع السفر أدى أيضاً إلى انخفاض عمليات الإخصاب.

في سياق موازٍ، بدأت ظاهرة “جدلية” جديدة بالانتشار في المجتمع السوري بين فئة الفتيات غير المتزوجات، خاصةً اللواتي اقتربن من سن 40 وما فوق، فالخوف من عدم القدرة على الإنجاب في سن متأخرة، جعل بعض الفتيات السوريات يقمن بـ “تجميد بويضاتهن”.

وكشف الدكتور هيثم عباسي، الأستاذ في كلية الطب بجامعة دمشق والمشرف في معالجة العقم وطفل الأنبوب، أن عمليات تجميد البويضات موجودة في سوريا، ولكن أقل من عمليات تجميد الأجنة التي تقوم بها النساء المتزوجات.

وأضاف د.عباسي “عمليات تجميد البويضات موضوع شائك وحساس وله سلبيات كثيرة وليس بالسهولة المتوقعة”، متابعاً “نسبة نجاح هذه العمليات غير مضمونة، لأنه إذا قامت الفتاة بتجميد البيوض ووصلت لسن الأربعين وكان هناك مشاكل في الرحم لم تستفد شيئاً من البيوض المجمدة” حسب موقع “صاحبة الجلالة”.

كما نوه د.عباسي إلى أن عملية تجميد البيوض تكلف حوالي 3 مليون ليرة سورية، ومشافي محدودة في دمشق هي التي تجري هذه العمليات.

وختم حديثه أن الحرب على سوريا والتي أودت بحياة الكثير من شبابها، وسببت هجرة البعض ولاسيما ممن هم بعمر الزواج، يضاف إليها الأوضاع الاقتصادية المتردية، أدت إلى ارتفاع نسبة الفتيات غير المتزوجات بشكل كبير تجاوز الحد الطبيعي، والذي سيؤدي حكماً إلى انتشار هكذا عمليات بين الفتيات خوفاً من حرمانهن الأمومة، وسيكون له آثار خطيرة على المجتمع السوري.

أثر برس

اقرأ أيضاً