خاص|| أثر برس أثارت نتائج امتحانات الدورة الأولى للشهادة الثانوية العامة بدير الزور، والتي صدرت يوم الأحد الماضي، صدمة لدى الطلبة المتقدمين لامتحاناتها وذويهم، حيث وصلت النسبة بحسب مصادر مديرية التربية إلى 14% في الفرع الأدبي، و30% في الفرع العلمي، وتُعد مقارنةً بالنتائج في بقية المحافظات الأدنى، بل ولأول مرة على مدى دورات امتحانية لسنواتٍ سابقة.
وفي استطلاع لآراء الأهالي بنسب النتائج، أشار (عرب الرضا) إلى ما واجهه الطلبة المتقدمون من ضغط نفسي ولّدته تصرفات بعض مراقبي العملية الامتحانية، ما خلق توتراً في القاعات انعكست سلباً على أداء الطلبة، مُحملاً بالوقت نفسه الكوادر التعليمية في المدارس مسؤولية نتائج كهذه.
وأضاف الرضا: “تفتقد مدارس القطاع الحكومي للكوادر الكافية والملتزمة بالعملية التعليميّة، لاسيما منها المواد العلميّة من المناهج، قبالة فقر حال كثير من الطلبة ما لا يُمكّنهم من الدخول بدورات تدريسية خاصة تتطلب مبالغ مالية فوق طاقة ذويهم”.
فيما قال محمد الرحمو: “النتيجة جاءت من الواقع، فمن درس وبذل جهداً حصده نجاحاً وتفوقاً، ولا ينفي ذلك المسؤولية أيضاً عن واقع القطاع التعليمي الحكومي وترديه وتأثير ذلك على عطاء الطالب”، رابطاً كل ذلك بجملة عوامل يأتي على رأسها “ما تركته الأزمة التي تعيشها دير الزور وسوريا بالعموم من آثار سلبية معيشياً انعكست على الطلبة والمعلمين، فالمعلم الذي تشغله معيشة عائلته وتدبر أمرها أمام أجور عمل لا تمده بحاجاته وعائلته سوى لأيام، بلا شك سيخف عطاؤه بالتدريس، كذلك ستجد طلاباً تشغلهم مساعدة ذويهم في تدبر متطلبات حياتهم، فينعدم اهتمامهم بالتعليم، بل حتى مدارس القطاع الخاص لا تختلف كثيراً في حال التعليم بها عن المدارس الرسميّة، كل ذلك مجموعاً انعكس على أداء الطلبة في الامتحانات”.
بدوره، أنس عاشور أشار إلى وجود إهمال ولا مبالاة من بعض الطلبة، قائلاً: “هم أصلاً لا يُعيرون أي اهتمام بمستقبلهم الدراسي، وما وقع من تدنٍ بنسب النجاح هو مسؤوليتهم بالدرجة الأولى، سيما منهم أولئك الذين وفر لهم ذووهم كل مقومات الدعم والتحضير للامتحانات، من دورات تعليمية كلفتهم أموالاً طائلة لقاء تمكينهم من الاستعداد الجيد لهذه الدورة”، منوهاً بحالة الضبط التي عاشتها مراكز الامتحانات ومنع التسيب الذي كان حاضراً في سنوات سابقة.
من جانبهم مدرسون وزعوا مسؤولية التدني ما بين الطالب ووزارة التربية لمسؤوليتها في صعوبة الأسئلة الموضوعة والتصحيح وعمليات التنتيج للعلامات، حيث قال مدرس العلوم محمد البدوي: “ثمة خلل في التصحيح وتنتيج العلامات كما أتوقع، ابنتي رسبت في 4 مواد، من بينها المادة التي أدرسها وهي مادة العلوم، كنا بعد انتهاء الامتحان استعرضنا أجوبتها بالكامل، علامتها بموجب حلها لا يجب أن تقل عن 25 درجة، لنتفاجأ مع صدور النتائج أنها 8 درجات فقط، كذلك مادة اللغة الإنكليزية كان من المؤكد أنها لن تقل عن العلامة التامة، فجاءت 12 درجة فقط، ناهيك عن المادتين الأخيرتين، بل إن طلاباً لم يدرسوا نجحوا، والعكس حدث لبعض من درسوا”.
أما، المدرس أسعد دوارة رأى بالنسبة “أمراً مُحزناً”، مضيفاً لـ “أثر”: “الكثير من الطلبة تكبدت أسرهم مصاريف عالية لقاء تحضيرهم دراسياً عبر دورات خاصة، وما يرتبط بسواها من مصاريف ذات صلة، هناك طلبة مُستهترون ويبحثون عن نجاح بالغش، البعض تحجج أنه بمادة الفيزياء جاء سؤال أغلب المدرسين حذفوه من ملخصاتهم، علماً أن درجته لا تتجاوز علامة ونصف، وبالتالي لا تؤثر بنتيجة كاملة، كذلك بمادة الرياضيات قيل أن الأسئلة طويلة وفي (خربطة) بسؤال المتتاليات، لكن واقعاً من درس بفهم لا يجد فيه تلك المشكلة ، أما بالنسبة لطلاب الفرع الأدبي فلا عذر لهم نهائياً، سوى أنهم مازالوا متمسكين بالحفظ البصم، يعني بالمختصر من يدرس بتركيز وفهم ومتابعة هو فقط من ينجح، موضوع حفظ البصم يجب أن يُنسى، ولعله أحد أسباب هذا التدني بنسبة النجاح في امتحانات الثانوية بدير الزور ، يجب أن يستعد طلبتنا لموضوع أتمتة الأسئلة الامتحانية”.
وفي معرض رده على سؤال “أثر” حول تدني نسبة النجاح في امتحانات الدورة الأولى للشهادة الثانوية، أوضح مدير تربية دير الزور سهيل الحيجي أنه ليس باستطاعته التصريح حول الأمر، مبيناً أن تدني النسبة من عدمها “لا يُمكن الحكم عليه من الدورة الأولى، بل ننتظر الدورة الامتحانية الثانية، فحكماً سيكون هنالك تغير بها”، بحسب تعبيره.
يذكر أن أكثر من 6 آلاف طالبٍ وطالبة تقدموا لامتحانات الدورة الأولى للشهادة الثانوية العامة، فيما بدأت أول أمس مديرية التربية باستقبال طلبات الطلبة المعترضين على نتائجهم، بالتزامن والتسجيل لخوض امتحانات الدورة الثانية.
عثمان الخلف ــ دير الزور