تُظهر تعيينات ترامب الأخيرة في إدارته المرتقبة مع عودته إلى الرئاسة الأمريكية، مساراً يتضح شيئاً فشيئاً فيما يتعلق بالشرق الأوسط، والتي ترتكز على المزيد من الدعم لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يفسّر الحديث عن احتلال “الضفة الغربية” وفق محللين.
ومن بين من يرشحهم ترامب ولهم تداخل كبير في الشرق الأوسط وزير الخارجية “ماركو روبيو” المعروف بمواقفه في مناوئة الصين وإيران، و”بيت هيغيث” مقدّم البرامج في شبكة “فوكس نيوز” المرشح وزيراً للدفاع، ومايكل والتز مستشاراً للأمن القومي.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ “تعيينات ترامب تبدو تحقيق حلم كبير لوزير المالية تسلئيل سموتريتش الذي أكد أنّ (إسرائيل) على بعد خطوة من ضم الضفة الغربية بعد فوز ترامب في الانتخابات”، لافتةً إلى أنَّ “الأسماء التي رشحها ترامب معروفة بصلاتها الوثيقة باليمين الإسرائيلي المتطرف”.
وذكر المقال، أنّ “مايك هاكابي “المسيحي الإنجيلي المؤيد للضم” الذي سيكون سفيراً للولايات المتحدة لدى (إسرائيل)، من المستحيل مقارنته مع سموتريتش”، في إشارة إلى مدى تطرّفه.
واستعان المقال بما قاله “هكابي” عام 2017، بأنه “لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها (يهودا والسامرا)، ولا يوجد شيء اسمه مستوطنة، إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن، ولا يوجد شيء اسمه احتلال”.
وعن المرشح لوزارة الخارجية، مارك روبيو، ذكرت صحيفة “زمان” التركية، أنّ “روبيو سيكون أول وزير خارجية لاتيني يتولى منصبه إذا وافق عليه مجلس الشيوخ، بخطابه القاسي خصوصاً في مواجهة الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة “خصوماً” من مثل: الصين وإيران وكوبا”.
وقالت الصحيفة، إنّ “روبيو استنكر عام 2019 إطلاق تركيا عملية “نبع السلام” شمالي سوريا ضد الوحدات الكردية، كما انتقد أيضاً إدارة ترامب لسحبها القوات الأمريكية من المنطقة قبل العملية.”
كما أفادت الصحيفة، بأن “روبيو عارض تصريح ترامب بالانسحاب الأمريكي من سوريا، وأدى دوراً في عدم إتمام هذه العملية عندما كان من بين أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي”.
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أنّ “المعلق في قناة “فوكس نيوز” والمحارب المخضرم، بيت هيغسيث، الذي اختاره ترامب ليكون وزير الدفاع الأمريكي المقبل، ليس لديه أي خبرة في الحكومة، بل كان مدافعاً عن “إسرائيل” في تغطيته، ودعا الولايات المتحدة إلى الوقوف دائماً إلى جانب حليفتها”.
وتحتاج ترشيحات ترامب في المناصب الحكومية إلى إقرار من “الكونغرس” الذي ما يزال من غير المؤكد من سيتولى السيطرة على مجلس النواب فيه، مع بقاء بعض المقاعد غير محسومة حتى الآن.
ويمنح الدستور الأمريكي للرئيس سلطة ترشيحات المناصب العليا ورفع أسمائها لمجلس الشيوخ، الذي يملك القرار بالنهاية، بعد سلسلة من الإجراءات الدستورية التي تتولاها لجان متعددة، الهدف من ذلك تلافي احتكار السلطة في يد واحدة.
والأسماء التي ذكرت تقارير أن ترامب سيرشحها، أو التي أعلن بنفسه ترشيحها: مقدم البرامج في شبكة “فوكس نيوز”، بيت هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع، وماركو روبيو وزيراً للخارجية، وإيليس ستيفانيك سفيرة في الأمم المتحدة، ولي زيلدين لقيادة وكالة حماية البيئة، ومايك والتز لمنصب مستشار الأمن القومي.
ومنصب مستشار الأمن القومي من المناصب ذات النفوذ الشديدة في الإدارة الأميركية، ويُعين شاغله الرئيس مباشرة، ولا يحتاج إلى مصادقة من مجلس الشيوخ.
أثر برس