أثر برس

هل ستختار تركيا حليفها البديل في سوريا ؟

by Athr Press Z

بدأت تركيا في الآونة الأخيرة بالتقرب من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن أفرجت عن القس الأمريكي وبعد تمسكها بقضية مقتل الصحفي السعودي المعارض الخاشقجي كورقة ضغط على كل من السعودية وإدارة الرئيس الأمريكي ترامب، حيث أعلنت عن نيتها بشن عملية عسكرية شرق الفرات السوري ضد الأكراد، وأمريكا أبدت تأييدها لتركيا في هذه المعركة وأجرت محادثات معها لمناقشتها، لكن سرعان ما تبين أن واشنطن لا تزال تدعم الأكراد وتتعامل معهم، ما دفع أنقرة إلى اختيار حلول بديلة لتحقيق أهدافها.

صحيفة “القدس العربي” اعتبرت أن أنقرة لا تزال تريد اقتناص الفرصة مع جميع الأطراف، إذ قالت:

“الأتراك يحاولون اقتناص ما يمكن اقتناصه بالتنسيق مع الطرفين، فمرة يتوغلون بعملية درع الفرات، بتنسيق مع الأمريكيين، ومرة يتوغلون بعملية غصن الزيتون، في عفرين بتنسيق مع الروس، الأقرب لهم ضمن مجموعة أستانة حول سوريا”.

ونشرت “ستار” التركية مقالاً بعنوان “تركيا تنوي الاستقلال عن أمريكا” جاء فيه:

“إن فترة تدهور العلاقات التركية-الأمريكية هي فترة استقلال تركيا عن أمريكا.. أدركت تركيا أنها وصلت إلى مرحلة لم يعد فيها الاعتدال كافياً للاستقلال عن أمريكا منذ أن بدأ السياسيون الأمريكيون بالضغط على أنقرة من خلال استخدام الأكراد في تنفيذ انقلاب عسكري وانتهاج سياسة تأسيس تنظيم يتألف من بي كي كي ووحدات الحماية الشعبية في سوريا، لكن لم تتراجع تركيا وبدأت بالضغط على أمريكا من خلال مكافحة تنظيم الكيان الموازي بشكل مستمر”.

وبدورها قالت صحيفة “روناهي” الكردية عن التعاون الذي أبدته أمريكا تجاه الأتراك:

“لا يجوز أن تقف أمريكا مع الأتراك، لأنهم كانوا ولا يزالون محتلين لأراضي الآخرين، وغزاة ولا داعي لأمريكا أن تشوه صورتها بالتقرب من النظام التركي، بل عليها أن تقوم بردعه، ووضع حد لغطرسة أردوغان الداعم للإرهاب”.

تغير الموقف التركي من السياسات الأمريكية بات واضحاً، وأقرب مثال عليه هو تغير موقفهم من نشر نقاط المراقبة الأمريكية على الحدود السورية-التركية، لكن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أكد اليوم أن هذه النقاط تزيد الوضع تعقيداً في المنطقة، وفي الوقت ذاته ناقش مع نظيره الروسي ملف مدينة تل رفعت السورية ذات الغالبية الكردية، ما يشير إلى أن أنقرة تميل في المرحلة الحالية إلى موسكو لمساعدتها في تحقيق أهدافها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن أن تساعد روسيا (حليفة الحكومة السورية) أنقرة في تحقيق مصالحها.

 

اقرأ أيضاً