خاص || أثر برس صعّدت القوات التركية خلال الساعات الماضية، من اعتداءاتها على المناطق الخارجة عن سيطرتها في ريف حلب الشمالي، منفّذة سلسلة من عمليات القصف العشوائي باتجاه القرى الآهلة بالسكان، تزامناً مع إطلاقها عدد كبيراً من الطائرات المسيرة فوق عموم الأجزاء الغربية من الريف ذاته.
ووفق ما نقلته مصادر محلية لـ “أثر”، فإن ساعات المن الهدوء عاشتها مناطق شمال حلب خلال ساعات نهار الأمس، إلا أن القوات التركية عادت لتصّعد بقوة مع حلول الليل، من خلال تنفيذها قصفاً مدفعياً واسع النطاق استهدف في بدايته قريتي “مرعناز” و”المالكية”، قبل أن يمتد إلى “تل جيجان” و”تل مضيق” وصولاً إلى سد “الشهباء” الذي تعرض لأضرار مادية كبيرة جراء القذائف التركية.
ولم يتوقف القصف التركي عند ذلك الحد، حيث وسّعت القوات التركية بعد منتصف الليلة الماضية، من عمليات قصفها لتمتد إلى قرى “البيلونية” و”العلقمية” و”النيربية” و”سموقة” و”الصوغانية” و”المالكية”، كما وصلت بعض القذائف إلى محيط بلدة “تل رفعت” المكتظة بالمدنيين الذين كانوا هُجّروا من منطقة عفرين بسبب الاجتياح التركي للمنطقة مطلع العام 2018.
وأوضحت المصادر، بأنه ومنذ بداية القصف التركي يوم أمس، سارع أهالي معظم قرى ريف حلب الشمالي المجاورة لمنطقتي إعزاز وعفرين، إلى النزوح من قراهم واللجوء إلى الأراضي الحراجية والجروف المجاورة، الأمر الذي حال دون تسجيل ضحايا أو إصابات بين المدنيين، إلا أن القصف أدى في نتيجته، إلى وقوع أضرار مادية كبيرة لحقت بمنازل الأهالي وممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية.
واستمرت عمليات القصف التركي باتجاه القرى ذاتها، على مدار ساعات الليلة وحتى حلول صباح اليوم، كما عملت القوات التركية بالتزامن، على إطلاق عدد كبير من الطائرات المسيرة فوق مختلف مناطق شمال حلب، لرصد أي تحرك على الأرض قد تنفذه “قوات تحرير عفرين” التابعة لـ “الوحدات الكردية” لوقف القصف التركي.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية لـ “أثر” بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون قرب “الكراج” في شارع “جنديرس” وسط مدينة عفرين صباح اليوم، دون تسجيل أي إصابات أو أضرار تذكر، باستثناء أضرار مادية محدودة.
ويشهد ريف حلب الشمالي منذ عدة أيام، ارتفاعاً كبيراً في وتيرة التصعيد التركي باتجاه المناطق الخارجة عن سيطرة أنقرة ومسلحيها، لناحية عمليات القصف المكثف التي تنفذها القوات التركية باتجاه مختلف القرى الآهلة بالسكان في جزأي ريف حلب الشمالي الغربي والشرقي، فيما تحاول “الوحدات الكردية” و”قسد” الرد على تلك الاعتداءات عبر قصف مناطق النفوذ التركي، مع التركيز على ضرب مناطق ثقله الرئيسية كـ “مارع” وإعزاز وعفرين، فيما يدفع المدنيون القاطنون ضمن مناطق نفوذ كلا الجانبين، ثمن ذلك التصعيد المتبادل.
زاهر طحان – حلب