أثر برس

تزايد الطلب عليها مؤخراً.. الفواكه المجففة بـ”التبريد” تدخل “تهريب” وصناعتها مكلفة!

by Athr Press B

خاص|| أثر برس كثر الحديث مؤخراً لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي عن الفواكه المجففة “اليابسة” التي تُحضر بطريقة التبريد، وسط تساؤل من السوريين عن أماكن توفرها بالأسواق وبيعها وفيما إذا كانت موجودة أو لا، حيث إنها تختلف عن الفواكه المجففة المطبوخة المتوفرة بالأسواق والمتعارف عليها.

وفي جولة لمراسلة “أثر” على منطقة البزورية في دمشق، بيّن أصحاب المحال أن هذه الفاكهة (المجففة أو اليابسة) غير موجودة في سوريا وإن توفرت فمصدرها من خارج البلد، لافتين إلى أنها كانت تدخل بطريقة غير نظامية أي “تهريب” من دول مجاورة مثل لبنان والأردن ويباع الكيلو منها بـ 250 ألف وأحياناً أكثر بحسب النوع.
وقال صاحب محل آخر بالبزورية لـ “أثر”: “العديد من الناس باتت تطلبها مؤخراً وتأتي لتسألنا إن كنا سنوفرها ونبيع منها”، مضيفاً: “يبدو أنها (ترند ـ رائجة) هالفترة، لكن المشكلة أنها غير متوفرة وفي حال وجدت تكون مهربة وبسعر مرتفع”.

من جهته، صاحب محل آخر في البزورية قال لـ”أثر”: “الأنواع الجافة أو اليابسة من الفاكهة لا تتوفر لدينا وفي الآونة الأخيرة بتنا نلاحظ صعوبة في إدخالها حيث تبلغ كلفتها في الحقيقة أكثر من 250 ألف وعندما نطلب من الزبون سعر أعلى من ذلك لا يشتري، لذلك حالياً نعمل علي تلبية طلب الزبون الذي يرغب بشرائها فنقوم بالتوصية عليها وإحضار الكمية المطلوبة إن أمكن، أما الفواكه المجففة الوطنية التي تباع حالياً فمصدرها وطني محلي وهي مطبوخة (بالقطر) أي ماء وسكر ومسحوبة بالجلاتين وسعر الكيلو منها 65- 70 ألف؛ ويكثر الإقبال عليها من قبل السياح الذين يدخلون إلى سوريا ويزورون سوق البزورية فيشترونها كهدايا”.بدوره، صاحب معمل للفواكه المجففة في منطقة البزورية، أوضح أن الفواكه المجففة المتوفرة في سوريا هي المطبوخة وتختلف عن المجففة بالتبريد فالأخيرة غير متوفرة، مضيفاً لـ”أثر”: “في دمشق جُففت جميع أنواع الفواكه منذ عام 1810 حتى تم تأسيس المعامل المشهورة، وقبل هذا كانت النساء في البيوت تقوم بتجفيفها، والمرأة السورية هي أول من جفف المشمش والتين، والتفاح، والخوخ، والكرز، والصبارة والكيوي، وكل فاكهة بموسمها، وأغلبها في فصل الصيف الذي يبدأ العمل فيه عندنا في المعمل من شهر أيار حتى نهاية تشرين الأول، وبيع المجففات يكون طوال العام، ويزداد في شهر رمضان المبارك والأعياد، المهم أن كل هذه الفواكه تكون بالحجم نفسه وهذا سر العمل، كيف تكون التفاحة بحجم المشمش وهذه الأنواع للفاكهة المجففة المطبوخة التي يعرفها السوريين”، متابعاً: “أما الفاكهة اليابسة فهي غير موجودة ولا تُصنع في دمشق لأنها بحاجة معدات خاصة وتالياً كلفتها عالية”.

طريقة تجفيف الفواكه

يقول صاحب أحد المعامل لـ”أثر”: “تجفيف الفواكه يتم حبة بعد حبة، حيث نأخذ فاكهة واحدة ونثقبها من أربع جهات بواسطة سكينة ناعمة حتى نسحب الماء من داخلها، ثم نقوم بسلقها بالماء المغلي بقدور كبيرة معقمة وكل قدر لصنف واحد مع إضافة المادة المعقمة لكي نحصل على فواكه نظيفة، ثم نضيف سكر وكليكوز بعد تجفيفه، بعد ذلك تُعرض في الشمس لمدة 7 أيام، كل يومين نقلبها حتى تتعرض الأجزاء السفلية للشمس على أطباق من الألمنيوم مع إضافة مواد معطرة للحفاظ على الجودة، ثم نلفّها بأكياس البلاستيك حتى نحافظ على الألياف وهي الفائدة الأساسية فيها”.

وفي السياق نفسه، كشف أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة في تصريح لـ”أثر” أن هناك معامل بالبزورية تقوم بصناعة الفواكه المجففة (المطبوخة بالقطر) وتُقدم كهدايا ويعد قسم منها للتصدير”.

وبحسب حبزة فإن هناك أنواع كمياتها قليلة فيتم استيرادها كالتين والزبيب، أما الأنواع الأخرى كالمشمش والدراق والخوخ والصبارة والتفاح فإنها تصنع محلياً، مشيراً: “هذه الفاكهة قد لا تناسب البعض وأسعارها مرتفعة لعدة أسباب أولاً: لأنها تنخب وتنقى الحبة الجيدة لصناعة الفواكه المجففة وتالياً كلفة عمليات التغليف”.

وعن الإقبال على شرائها، يقول أمين سر جمعية حماية المستهلك لـ”أثر”: “الطلب معتدل ولكن أكثر صنفين يكثر الطلب عليهما هما التين والزبيب على اعتبارهما فاكهة شتوية يزداد الطلب عليهما والسياح كذلك يشترونها بكثرة ويقدمونها هدايا”.

وختم أمين سر جمعية حماية المستهلك كلامه لـ “أثر” مبيناً أن إنتاج هذه المادة محدود فبعض المعامل تصدّر كامل إنتاجها (في حال كان هناك تصدير) والكمية المتبقية تطرح في الأسواق كنوع من الدعاية للمعمل.

دينا عبد

اقرأ أيضاً