خاص|| أثر برس سجلت محافظة دير الزور أول حالة وفاة بداء الكلب غير المعهود حدوثها في سنوات سابقة، لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات، بحسب رئيس مركز مكافحة داء الكَلبْ محمد العلاوي في تصريح لـ”أثر برس”.
وأكد العلاوي لـ”أثر برس” وفاة الطفل “عبد العزيز كمال حمادة الصالح” البالغ من العمر 9 سنوات، من بلدة تشرين التابعة لمدينة “العشارة” 70 كم شرق المحافظة فجر اليوم الثلاثاء بعد إسعافه للمركز المذكور أمس.
وأشار العلاوي إلى أن الطفل المُتوفى تعرض للعض -بحسب والده- من قبل أحد الكلاب الشاردة في بلدة صبيخان المجاورة، وتم إسعافه حينها إلى عيادة أحد الأطباء هناك، حيث قام الطبيب بخياطة الجرح وضمده، وبعد مضي 18 يوم من تاريخ العض تم إسعاف الطفل إلى مركز مكافحة داء الكَلبْ أمس الإثنين الساعة الثالثة عصراً، ومباشرة تم تقديم العلاج (لقاح،+مصل) وبعدها تمت إحالته إلى مجمع المشافي بمدينة دير الزور ووضعه في قسم العزل.
وأضاف العلاوي: “قمنا بتجهيز سيارة إسعاف للانطلاق في فجر اليوم التالي إلى مشفى الأطفال بدمشق والتنسيق لاستقبال الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة أصولاً، لكن مضي كل تلك الفترة لإسعافه من قبل ذويه إلى مركز مكافحة داء الكَلب فاقم حالته، حيث ظهرت عليه أعراض المرض، ما أدى لوفاته”، لافتاً إلى أنه جرى إرسال فريق تقصي للمكان الذي حدثت فيه الوفاة وتم تلقيح جميع الأشخاص المخالطين باللقاحات اللازمة.
المركز الوحيد في دير الزور:
العلاوي أوضح أن حالة الطفل المُتوفى والذي يقطن في منطقة تبعد عشرات الكيلومترات عن مركز المحافظة حيث يتواجد مركز العلاج الوحيد يستدعي المسارعة لافتتاح مراكز لمكافحة داء الكلب في مدينتي البوكمال والميادين وبلدات الريف الشمالي لتأمين العلاجات واللقاحات اللازمة والتوفير على الأهالي عناء التنقل وتكاليفه، وقد تمت مُخاطبة لوزارة الصحة من قبل مديرية صحة دير الزور، لكن لا شيء بهذا الخصوص تحقق، مشدداً على أهمية وجود هذه المراكز، وأن الأمر في ملعب الوزارة.
تزايد عضات الكلاب:
وفي تصريح سابق أدلى به رئيس المركز محمد العلاوي لـ”أثر برس” أشار إلى أن التقارير رصدت تزايد حالات عض الكلاب الشاردة خلال السنوات الأخيرة، حيث تم تسجيل 190 حالة في العام 2019، لترتفع إلى 290 في عام 2020، وفي العام الذي يليه 2021 كانت 584، وازدادت الحالات إلى 795 في العام 2022، وفي العام الماضي 2023 تم تسجيل 583 حالة، وخلال الأشهر الماضية من العام الجاري 2024 حتى تاريخ 23 أيار سُجلت 216 حالة عض
لقاحات لا تكفي:
ولفت العلاوي حينها إلى عدم كفاية اللقاحات المخصصة بالنسبة لأعداد مراجعي المركز، علماً أن خدماته تُغطي دير الزور والريف الجنوبي من محافظة الحسكة، ومراجعين من الرقة، مُحذراً بعض المشافي الخاصة من المُتاجرة بإعطاء مصل “الكزاز” لقاء ما يتقاضونه من مال واستغلال المصاب، أو لجوء الأهالي لعيادة طبيب كمثل هذه الحالة الواردة آنفاً، مُنبهاً لضرورة إرشاد الشخص المعضوض أو ذويه بالتوجه إلى مركز مكافحة داء الكَلبْ والأمراض المشتركة لتوفر المصل المذكور بشكل مجاني، مع العلم أنه -والكلام للعلاوي- لابد من اللقاح كونه يُشكل المناعة الفاعلة للمصاب، في حين أن مصل “الكزاز” هو مناعة مُنفعلة محدودة الزمن وثمة شروط لابد من تحققها لإعطائه، مُبيناً أنه من المؤكد أن هذا المصل حصل عليه الأهالي منذ الصغر من خلال حملات اللقاح الوطنيّة.
عثمان الخلف – دير الزور