شهدت منطقة البادية السورية في الآونة الأخيرة تكثيفاً كبيراً للعمليات العسكرية من قبل الجيشين السوري والروسي ضد تحرّكات تنظيم “داعش” الذي ينشط في الفترة الأخيرة بتلك المنطقة من خلال شن هجمات على قوافل للجيش السوري، مشيرة إلى أن هذه الهجمات تترافق مع تشويش متعمّد لوسائل الاتصال السورية، ومصدر هذا التشويش هو قاعدة التنف الأمريكية.
وحول تفاصيل هذه العمليات نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر عسكرية في تلك المنطقة، تأكيدها على أن “داعش” يعتمد في عملياته في قطاع البادية الواصل بين محافظات الرقة ودير الزور وحمص وحماة “أساليب حرب العصابات” التي يَعسّر _على خطورتها_ أن تُحدث تغييراً في خريطة السيطرة، حيث يوزّع “داعش” خلاياه في المنطقة بشكل متباعد، الأمر الذي يصعّب تتبعه، كما يعتمد خصوصاً في مناطق جنوب دير الزور المتاخمة لريف حمص الشرقي، شكلَين رئيسَين من الهجمات: الأوّل منظّم، ويستهدف قوافل الإمداد الخاصة بالجيش أو القوافل التجارية، من قِبَل 50 إلى 75 عنصراً في كلّ هجمة، يتنقّلون بواسطة السيّارات رباعية الدفع والدرّاجات النارية؛ والثاني يتمثّل في الإشغال بالاعتماد على مجموعات صغيرة لا يزيد تعداد عناصرها على 10 في أحسن الأحوال، يعمدون إلى إطلاق النار من مسافات بعيدة قبل الفرار، بالاستفادة من الطبيعة الجغرافية الخاصة بالبادية والتي تحتوي عدداً كبيراً من الوديان السيلية والطرقات القديمة.
وأكدتِ “الأخبار” أن هجمات التنظيم تترافق باستمرار مع موجات تشويش على وسائل الاتصال السورية مصدرها قاعدة التنف، كما تفيد المعطيات بأن خلايا التنظيم التي تنفّذ مثل هذه العمليات تحصل على معلومات استخبارية متعلّقة بالطرقات المستخدَمة من قِبَل الجيش السوري لنقل الإمداد إلى النقاط الواقعة في عمق البادية، أو تلك التي تسلكها القوافل التجارية، وهذه المعلومات في الغالب مصدرها القوات الأمريكية والبريطانية المتمركزة في القاعدة الأمريكية.
وأضافت الصحيفة اللبنانية أن عداد مسلحي “داعش” في البادية يقرب من 1500 مسلّح، بواقع خلايا تعداد الواحدة منها 50 مسلحاً تقريباً، فيما لا يمكن لهؤلاء التمركز في نقطة ثابتة لمدّة طويلة، أو أن يشنّوا هجمات بهدف السيطرة على أيّ نقطة بشكل مستدام، وذلك لكون هذه النقطة ستتحوّل إلى مقتلة لهم بسهولة باستهدافها جوّاً أو حصارها برّاً.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة تعتبر وجودها في منطقة التنف جنوبي سوريا من أولوياتها، وذلك نظراً للموقع الاستراتيجي الذي تتميز فيه هذه المنطقة كونها تقع في المثلث الذي يربط بين الأردن وسوريا والعراق.