خاص|| أثر برس تتصاعد بشكل كبير حوادث الاقتتال العشائري والعائلي والقتل بداعي الثأر في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” المدعومة من القوات الأمريكية شرقي سوريا في محافظات (الحسكة – دير الزور – الرقة)، إضافة إلى حوداث السطو والسرقة والخطف المنظمة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابات العشرات من المدنيين، في ظل الفلتان الأمني وانتشار السلاح وغياب سلطة وهيبة الدولة السورية في هذه المناطق.
حيث باتت حوادث القتل أو الشجار الجماعي أو الاشتباك المسلح أو حادثة إطلاق رصاص على أشخاص معينين بداعي الثأر ضمن الأسواق العامة والشوارع وأمام أنظار الناس، أو حادثة سرقة وسطو وأخرى خطف بهدف طلب فدية مالية، شبه يومية.
مصادر محلية أكدت لـ “أثر” أنها تتهم “قسد” في الضلوع في افتعال هكذا حوادث وتغذيتها وعدم ردعها، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من المتورطين فيها هم من عناصر “قسد” والذين يستخدمون سلاحها في عمليات القتل والشجار والاقتتال والخطف، مضيفين أنهم لا يتعرضون حتى للاعتقال أو المساءلة.
وفي آخر هذه الحوادث المتكررة بشكل يومي، قُتل شخص جراء شجار بين أولاد عمومة في بلدة الحصان الخاضعة لنفوذ “قوات سوريا الديمقراطية”، تطور إلى إطلاق نار متبادل بين الطرفين، حيث يسود التوتر البلدة وسط تدخل وجهاء المنطقة لحل الخلاف الدائر، وأمس الأول قتل رجل ونجله برصاص ابن عمهم، في قرية السويعية على الحدود السورية العراقية بريف البوكمال، شرقي دير الزور.
وقبل ثلاثة أيام، قتل شقيقان في قرية الدحلة بريف دير الزور الشرقي، على يد ابن عمهم بداعي الثأر، وينحدر الشقيقان من بلدة جديدة عكيدات بريف دير الزور الشرقي، حيث تم قتلهما بكل دم بارد وأمام الناس في إحدى الأسواق العامة.
كما قضى 7 أشخاص بينهم أب وأبناؤه الثلاثة خلال اشتباك مسلح نشب إثر خلاف بين أبناء عمومة من عشيرة “الجوالة” وأحد عشائر قبيلة طيء العربية، في قرية غزيلة الجوالة جنوب بلدة القحطانية، شمال شرقي محافظة الحسكة، يوم الجمعة الواقع في الرابع والعشرين حزيران الماضي.
وفي نيسان الماضي قتل 7 أشخاص من عائلة “الجاسم” وأُصيب 20 آخرون في مشاجرة جماعية بين أبناء العمومة تطورات إلى استخدام الأسلحة الحربية في بلدة أبو ذويل جنوبي القامشلي بريف الحسكة.
وقضى 8 أشخاص بينهم امرأة قتلوا في قرية الدلاوية بريف القامشلي جراء اقتتال عشائري بين عائلة الحسو من جهة وعائلة الحلاب من جهة ثانية إثر خلاف على دخول الأغنام إلى الأراضي الزراعية قبل أكثر من عام.
كما تعيش عدد من قرى ريف مدينة الحسكة الشرقي القريب حالة من التوتر بين عدد من العشائر العربية إثر اختطاف فتى على يد عدد من الأشخاص المنتسبين لـ “قسد”، حيث اضطر والده لدفع فدية مالية وصلت إلى 20 ألف دولار أمريكي، وحتى هذا اليوم لم يتم تسليمه لذويه رغم دفعهم للفدية، ما يعني أن المنطقة قد تكون أمام اقتتال عشائري في أي لحظة.
وفي تعليقه على هذه الحوادث، قال الشيخ ميزر المسلط رئيس مجلس شيوخ وجهاء القبائل السورية وأحد مشايخ قبيلة “الجبور” لـ “أثر”: “مدن ومناطق الجزيرة السورية كانت تسجل في سنوات قبل الحرب حوادث متفرقة من هذه النوع خصوصاً الأخذ بالثأر لكنها كانت محدودة جداً”، مشيراً إلى أنه في تلك الفترة كانت سلطات الدولة الأمنية والقضائية تساعد في حل هذه الخلافات باستمرار.
وتابع الشيخ المسلط في حديثه لـ “أثر” أن مناطق القبائل العربية في الجزيرة السورية مرت عليها كافة أشكال وأنواع المجموعات المسلحة، ما أدى لانتشار الأفكار المتطرفة غير المعروفة لدى أبناء القبائل، وإلى عودة الشعارات القبلية البالية التي تحرض على القتل والأخذ بالثأر والاعتداء على الآخرين، إضافة إلى انتشار عمليات الخطف والسطو المسلح والقتل والتي لا تمت إلى المبادئ العشائرية العربية الأصيلة بأي صلة.
كما أشار المسلط، خلال حديثه لـ “أثر” إلى أن “قسد” تتحمل المسؤولية بالكامل، مشيراً إلى أنها لا تبذل أي جهد لحل هذه الخلافات، ما يجعل الأمور تزداد سوءاً وتعقيداً وتؤدي إلى وقوع عدد كبير من الضحايا، رغم أن المسؤولية الأخلاقية والأمنية تقع على عاتقها باعتبارها السلطة المتفردة بذلك.
المنطقة الشرقية