أثر برس

تعددت الأرتال والسبب واحد!

by Athr Press G

خاص أثر

 اليومية مرور الكرام والذريعة واحدة “محاربة الإرهاب” لكن بأشكال مختلفة، وبتكتيك عسكري مختلف كل عن الآخر.

بدايةً، الأرتال التركية التي تصدرت الأخبار، كان دخولها الأول بهدف دعم فصائل المعارضة في عملياتهم العسكرية ضد القوات السورية، فكان للضباط الأتراك إلى جانب ضباط أجانب من دول أخرى حضور أساسي في غرف العمليات العسكرية للمعارضة، ثم جاءت مفاوضات أستانة لترسم مسار جديد للحضور التركي في الحرب السورية، والذي أعطى تركيا سبباً جديداً لدخول أرتالها العسكرية إلى الأراضي السورية، فنقاط المراقبة الخاصة باتفاق مناطق “خفض التوتر” الذي تم التوافق عليه بين الأطراف الضامنة الثلاث “تركيا وروسيا وإيران”، كانت ذريعةً لدخول المزيد من هذه الأرتال والتثبيت في 12 نقطة شمال سوريا.

هذه النقاط التي توزعت في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية والتي ثبتت فيها تركيا نقاطها، بعد أن دخلت بمؤازرة فصائل المعارضة وعلى رأسهم جبهة النصرة وحلفائها.

السبب الثالث الذي استثمرته تركيا لإرسال المزيد من الأرتال، كان ما أسمتها معركة “غصن الزيتون” لمحاربة “الوحدات الكردية” التي اتهمتها بتهديد الحدود التركية، هذه المعركة التي انتهت بسيطرة الأتراك على مدينة عفرين ووتمركز الفصائل الموالية لها فيها.

بالانتقال للجانب الفرنسي، وصلت بعض الأرتال العسكرية إلى محافظة الرقة السورية لمهمتين أولهما دعم “قوات سورية الديمقراطية” في معركتهم ضد تنظيم “داعش”، وثانيهما مساندة القوات الأمريكية الداعمة أصلاً لـ”قسد”، وخاصة بعدما أعلنت أمريكا أنها ستسحب قواتها من سوريا وطلبت من دول عربية إرسال قواتها لتحل محلها، لإكمال المشروع الأمريكي في منطقة شرق الفرات والذي تم رفده مؤخراً بمدافع وبطاريات فرنسية في منبج والحسكة ودير الزور، استخدمتها القوات الفرنسية أمس في أول استهداف حي للمدنيين بدير الزور أسفر عن سقوط ضحايا في صفوفهم.

أما أمريكاً، فالمشهد يختلف إذ أنها أصبحت محوراً وقطباً لجميع القوى التي دخلت الأراضي السورية بذريعة مكافحة الإرهاب المتمثل بتنظيم “داعش”، حيث عمدت عبر التحالف الذي تقوده إلى الاستهداف المتكرر لمناطق سكنية يقطنها مدنيون ولا يوجد فيها أي تواجد عسكري للتنظيم، وفق تقارير دولية سبق وانتشرت وأثبتت وقوع ضحايا مدنيين وتدمير البنى التحتية فيها، أما في المناطق التي تأكدت من وجود “داعش” بها، فكان خيارها الإنزال الجوي لنقل قادة التنظيم، ولا يغيب دور المستشارين الأمريكيين في النقاط التي ثبتتها أمريكا بعدة مناطق في البلاد لتتخذ منها منطلق لشن ضرباتها.

بات أمر دخول الأرتال العسكرية غير السورية لسوريا، بيانات تحصى وتعد يومياً، ولم يثبت بعد أي منهم أنه أنجز المهمة التي ادعى أنه جاء لأجلها، فلا تركيا استطاعت التخلص من الوحدات الكردية، ولا أمريكا وفرنسا تخلصتا من “داعش”، وجل ما يتم الحديث عنه هو حرب عالمية ثالثة مرتقبة قد تندلع إذا ما احتدت هذه الأطراف أكثر، واستمرت بمطلب فصل العلاقات السورية-الإيرانية، في وقت أمسى خيار التفاهم السياسي مع هذه الدول ضئيل جداً، والواضح أن هدفها هو خلط الأوراق والعمل على فتح مرحلة جديدة في الحرب السورية  لتخريب البلاد وإتاحة الفوضى فيها حتى إشعار آخر.

 

اقرأ أيضاً