فرض تقدم القوات السورية وحلفائه في عمق البادية وصولاً إلى حدود العراق واقعاً جديداً للعمليات في تلك المنطقة، حيث أصبحت طرق الأميركي والفصائل التي يرعاها، نحو الشمال، مغلقة بطوق عسكري يحول دون عبور دورياتهم نحو ريف البوكمال الغربي.
وخلال اليومين الماضيين، عملت القوات السورية على تثبيت نقاطها في المواقع المتقدمة التي سيطرت عليها، قبالة الشريط الحدودي مع العراق، وشمال موقع الزقف الذي يضم قوات أميركية ومقاتلين من فصيل “مغاوير الثورة”.
تقدم القوات السورية الأخير صوب الحدود كان يحمل صبغة مستعجلة وطارئة، بدت من خلال تقديم الجهد العسكري على تلك الجبهة على حساب باقي الجبهات القريبة، لقطع الطريق أمام القوات البرية العاملة تحت مظلّة “التحالف الدولي”.
ومع انتهاء الخطوة الأولى الأهم، تفرّغت القوات لإتمام عملياتها الاستراتيجية على محور السخنة الموصل إلى دير الزور، ومنذ أول من أمس، كثّفت القوات ضغطها على التلال المحيطة بحقل أراك شرقي تدمر، ودفع بتعزيزات إضافية إلى ذلك المحور.
وبعد أن تثبت القوات السورية أماكنها العسكرية في البادية، سيكون التقدم الثاني نحو محافظة دير الزور والتي تشكل الأولوية للقوات السورية في معاركها شرقاً، إذ تمنح مدينة دير الزور موقعاً استراتيجياً متقدماً في المنطقة الشرقية، يساعد في إدارة وإمداد معارك الحدود مع العراق.
اليوم باتت الفصائل المعارضة المدعومة أمريكياً محاصرة من عدة جهات، فهل ستعلن انسحابها من معركة البادية أم أنها تستعد لقتال القوات السورية؟