بين الاتفاقات الشكلية والتعنت الكردي، تتواصل المساعي التركية للسيطرة على بلدة عين عيسى الاستراتيجية في ريف الرقة الشمالي.
فبعد ساعات من هدوء القصف على البلدة أفادت وكالة أنباء “هاوار نيوز” المقربة من “الإدارة الذاتية” بتجدد المعارك بوتيرة عنيفة على جبهاتها، بين “قسد” من جهة وقوات الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التابعة من جهة أخرى.
في حين أكد “المرصد” المعارض أن الاشتباكات المتواصلة حتى اللحظة بعنف، بدأت بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، وترافقت مع استهدافات متبادلة وقصف صاروخي ومدفعي مكثف تنفذه قوات الاحتلال التركي.
وأضاف “المرصد” أن الاشتباكات تدور على جبهتي “جهبل” و”مشيرفة” في محيط عين عيسى، مشيراً إلى أن كل من “جهبل” و”مشيرفة” تشهد عمليات كر وفر، ومعلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية بين الطرفين.
إلى ذلك أفادت مواقع معارضة بأن الفصائل المسلحة تقدمت على محور البلدة وسيطرت على نقاط عند مدخلها، مع ورود أنباء عن سيطرة الأخيرة نارياً أيضاً على مخيم “عين عيسى” بعد دخولها قرى الجهبل وحاجز الجهبل على طريق “M4” والمشيرفه ومعلق من الجهة الشمالية الشرقية للبلدة.
ومنذ التاسع من كانون الأول الجاري تشهد عين عيسى، تصاعداً في وتيرة القصف التركي على البلدة، في مقابل محاولات روسية لحث قسد على تسليمها للجيش السوري بغية كف يد الميلشيات المتحالفة مع تركيا عنها، وهو الأمر الذي ترفضه “قسد” حتى اللحظة، وسط تحذيرات من خسارة “قسد” الوشيكة للمنطقة على غرار مناطق وبلدات سورية أخرى لم تصمد فيها “قسد” بوجه الاجتياح التركي.
ويأتي التصعيد اليوم بعد ساعات من حديث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه “لا مكان للمنظمة الانفصالية (بي كا كا) في مستقبل تركيا والعراق وسورية”.
وترفض “قسد” إلى الآن عودة الدولة السورية ومؤسساتها إلى مناطق شرق الفرات السوري وتسعى إلى عقد اتفاقات مؤقتة وهو ما يعطي مبرر لقوات الاحتلال التركي لتوسيع احتلالها في المنطقة، وسط صمت من قبل قوات الاحتلال الأمريكي (الداعم الرئيسي لقسد) تجاه ما يجري.