بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام” على المساحة الغالبة في مدينة إدلب، بدأت باقي التنظيمات بوضع سيناريوهات متعددة الشكل، في إطار التكهن بالسياسة الإدارية التي ستتبعها “الهيئة” خلال الأيام القليلة القادمة، ولاسيما أنها باتت المتحكم الوحيد بأمور المحافظة إداراياً وعسكرياً.
سيطرة “الهيئة” وفرض نفوذها في المنطقة جاء على خلفية اقتتالها الأخير مع “حركة أحرار الشام”، إذ باتت اللاعب الأقوى والمسيطر الأكبر مقارنة بباقي الفصائل، إلّا أن المراقبون رجحوا أن تكون الدولة الضامنة لاتفاق “خفض التوتر” غير راضية عن تفرد “الهيئة” بالحكم، الأمر الذي قد يفضي إلى نزاعات سياسية.
اللافت في الأمر، أن تركيا التي كانت رافضة تماماً لوجود “الهيئة” على حدودها، باتت اليوم أكثر تقبلاً لها، واصفة إياها بأنها “فصيل معارض يقاتل نظام بشار الأسد” على حد تعبيرها، فضلاً عن انتشار صور تظهر جنود أتراك وهم داخل الأراضي السورية من جهة ريف جسر الشغور، وسط تواجد كبير لمسلحي “الهيئة” في المنطقة.
وكان عرض القيادي في تنظيم “صقور الشام” المتشدد، مصطفى سيجري، ما قال إنه “مخطط دولي مرسوم لمحافظة إدلب في الأيام المقبلة”، مضيفاً: “إن لم يتدارك الأمر الجميع بدون استثناء، نخشى أن تكون إدلب على طريق الرقة والموصل”.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن سيجري، فإن “بعد خمسة أشهر من الآن سوف يعلن عن برنامج التسليح والتدريب (USA) لقتال تنظيم القاعدة في سوريا، على غرار برنامج البنتاغون، وعمليات التحالف الدولي في الحرب ضد داعش”.
واعتبر القيادي المتشدد أن “المشترك الوحيد بين روسيا وتركيا هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وقطع الطريق على الانفصاليين الكرد، كما أن كلاهما يرفض السياسة الأمريكية في دعمهما الكامل للكرد”، مبيناً أن أمريكا تدعم قوات سوريا الديموقراطية للسيطرة على الشريط الحدودي.
على هامش ما تحدثنا عنه، يجوب الشارع الإدلبي أحاديث وتكهنات عديدة تفيد بملامح المستقبل الذي ينتظرهم، بالتزامن مع الأنباء الواردة عن نية إقامة مناطق “خفش توتر” تشمل إدلب كاملة.