خاص || أثر برس يسجّل تفاح الساحل السوري تراجعاً ملحوظاً في المحصول عن السنوات السابقة، بسبب موجة البرد التي تزامنت مع مرحلة العقد، لتترك ندوباً واضحة على أصناف التفاح المبكرة التي شقت طريقها إلى الأسواق، في مؤشر سلبي يثير القلق بشأن نضوج صنفي “الكولدن” و”الستاركن”، اللذين يمثلان واجهة محصول التفاح للتسويق الخارجي.
هذا التراجع في الإنتاج يُثقل كاهل المزارعين الذين يعانون أصلاً من ارتفاع مستلزمات الإنتاج، حيث أشار مزارعون في حديثهم لـ”أثر” إلى الأسعار الباهظة للأسمدة خاصة “البوتاس” المهم لأشجار التفاح، وعدم توفر الكهرباء ولجوء المزارعين إلى شراء مادة المازوت للري، وارتفاع أسعار المبيدات، ناهيك عن بقية الخدمات المقدمة للأشجار.
وطالب المزارعون الجهات المعنية بتأجيل القروض الزراعية لهذا الموسم وإعفائهم من الفوائد بسبب تدني إنتاج المحصول لهذا العام.
طرطوس:
في طرطوس، تراجع إنتاج التفاح للموسم الحالي عن إنتاج العام الماضي بنحو 3000 طن، حيث يبلغ الإنتاج للعام الحالي 5894 طناً.
وعزا رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش في حديث لـ”أثر” السبب وراء تراجع الإنتاج إلى الأحوال الجوية وموجة البرد التي شهدتها المحافظة بعد مرحلة العقد، ما أدى إلى تضرر الثمار وتراجع جودتها، مؤكداً أن نوعية التفاح للموسم الحالي ليست جيدة بسبب موجة البرد التي جاءت بعد مرحلة العقد.
وأضاف: “لم تكن كمية الإنتاج جيدة خلال العام الماضي لكن نوعية المنتج كانت جيدة، فيما الإنتاج والنوعية خلال الموسم الحالي ليست جيدة”، موضحاً أنه لا توجد ثمرة من صنف “الحزيراني” المطروحة حالياً في السوق من دون إصابة بسبب البرد، ما أثر على الأسعار بسبب تراجع جودة المنتج.
وأكد علوش أن صنف “الحزيراني” هو الذي يباع حالياً في الأسواق، وهو من الأنواع غير الصالحة للتصدير سوى إلى دمشق باعتباره غير صالح للتخزين والتبريد، فيما لم ينضج صنفا “الكولدن” و”الستاركن” المشهورين للتسويق بعد، مشيراً إلى وجود إنتاج كميات جيدة من الصنف الحزيراني، بينما لم تكن كميات صنفي الكولدن والستاركن القابلين للتخزين جيدة هذا الموسم.
ودلل علوش على أنه في المنطار ومشتى الحلو، حيث تتركز زراعة التفاح بكميات كبيرة في طرطوس، لا يوجد إنتاج للموسم الحالي، موضحاً أن محصول التفاح يختلف عن بقية المحاصيل الزراعية، لأنه يحتاج إلى الرش مرات عدة خلال العام، مبيناً أنه إذا تم رشّه ثم هطلت الأمطار بعد يومين يتوجب على المزارع رشّه مجدداً، ناهيك عن تأمين الأسمدة ومادة المازوت للري.
وتابع: “في ظل انخفاض الإنتاج وغياب الصنف الأول، يشتري الزبون صنف ثاني وثالث، فيما لو كان هناك صنف أول، فإن الصنف الثاني لا يباع أصلاً”، مشيراً إلى أنه خلال العام الماضي كان يتم تسويق برادين يومياً بكمية 30 طناً إلى السودان، لكن الموسم الحالي لا يوجد إنتاج ولا سوق تصريف إلى السودان.
وتنتشر زراعة التفاح في طرطوس بمناطق صافيتا، الدريكيش، الشيخ بدر، مشتى الحلو، بانياس، والقدموس. وتحتل طرطوس المرتبة الخامسة على مستوى سوريا في زراعة التفاح، حيث تبلغ المساحة المزروعة نحو 3000 هكتار.
اللاذقية:
أما في اللاذقية، فقد تضرر قسم كبير من محصول التفاح بسبب العوامل الجوية التي أثرت على بعض المناطق في المحافظة، خاصة منطقة الحفة التي تتركز فيها زراعة التفاح.
وهنا بيّن رئيس الرابطة الفلاحية في منطقة الحفة رفيق مرقبي لـ”أثر” أن التقديرات الأولية لإنتاج منطقة الحفة من التفاح للموسم الحالي تبلغ 3 آلاف طن، وأن إنتاج محصول التفاح هذا العام قليل جداً بالمقارنة مع إنتاج الأعوام السابقة.
وعزا مرقبي السبب وراء انخفاض إنتاج محصول التفاح لهذا العام إلى العوامل الجوية التي أثرت سلباً على أشجار التفاح، إذ تعرضت منطقة الحفة خلال شهري آذار ونيسان الماضيين لهطل مطري شديد، ثم جاءت موجة حر قوية أدت إلى تضرر المحصول بشكل كبير وخاصة أن الأشجار كانت في مرحلة الإزهار، ما أدى إلى تساقط الزهر عن الأشجار بنسبة كبيرة.
كما أشار مرقبي إلى تعرض محصول التفاح خلال حزيران الماضي لما يسمى “لفحة مناخية”، مما أدى إلى تضرر الثمار المتبقية على الأشجار في القرى والمزارع التابعة لمنطقة الحفة.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة الحفة تعتبر من أكبر المناطق المزروعة بأشجار التفاح في محافظة اللاذقية بمساحة تقدر بـ940 هكتاراً، تليها منطقة اللاذقية بـ920 هكتاراً، ثم منطقة جبلة بأكثر من 388 هكتاراً، والقرداحة بمساحة 80 هكتاراً، لتبلغ المساحة الإجمالية المزروعة بأشجار التفاح في المحافظة 2328 هكتاراً.
صفاء علي- طرطوس
باسل يوسف – اللاذقية