غاب الوضوح عن نتائج المباحثات بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والتركي مولود جاويش أوغلو، حيث تم نشر تصريحات اعتيادية ولا تحمل تأثيرات واضحة وفقاً لما أفاد به محللين، حتى الإعلان عن اتفاق روسي-تركي فلم يتم الكشف عن تفاصيله، إلا أن بعض الصحف العربية والأجنبية كشفت عن بعض جوانب هذا اللقاء، من خلال مصادرها أو تحليلاتها الخاصة.
فنشرت صحيفة “كومير سانت” الروسية:
ظلت جميع القضايا الحادة والمثيرة للجدل في العلاقات الثنائية، خلال الاجتماع بين سيرغي لافروف ومولود تشاووش أوغلو، محجوبة عن العامة. فمن الواضح أن مناقشتها لا تتطلب كاميرات وتتم بصورة مستمرة، بما في ذلك في إطار مجموعات العمل المختلفة. الحديث يدور عن مواضيعٍ، التعاونُ حولها بين البلدين وثيقٌ لحل النزاعات الدولية: ناغورني قره باغ وسوريا وليبيا، وجزئيا أفغانستان.
فيما نقلت “القدس العربي” عن خبراء ومحللون معلومات خاصة حول تفاصيل اللقاء ورد فيها:
“حول ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق تركي – روسي جديد تجاه إدلب، أبدى الخبير السياسي اعتقاده بأن زيارة لافروف لتركيا والحديث عن اتفاقية وقف إطلاق النار، ومنطقة خالية من الوجود العسكري، تدور في فلك التأكيد على اتفاقية 5 آذار والتي هي ملحقة لاتفاقية سوتشي 2018 وهي الأساس، والزيارة الروسية، يمكن قراءتها على أنها تحريك المياه الراكدة بين الطرفين.. وخلاصة القول، إن الزيارة الروسية هدفها تنشيط الوضع السوري، كما يمكن تفسير اللقاء بشكل أوسع إذا نظرنا إلى قمة بايدن بوتين التي لعبت دوراً في الملف السوري، بالرغم من أنه لم يتم الاتفاق على شيء، لكنها أظهرت فرصة للبحث في الملف لاحقًا، وإتمام اجتماعات مشتركة”.
أما صحيفة “الإندبندنت بالعربية” فنشرت تحليلاً حول هذا اللقاء جاء فيه:
“طفق الجانبان الروسي والتركي بمعالجة عاجلة لملفات الصراع السوري على الأرض، في مناطق تمتد على طول الشمال السوري بشطريه الشرقي والغربي، للاستحواذ على نفوذ أكبر، عبر دعم كل طرف للمجموعات التابعة له.. في الشطر الشرقي من الشمال السوري، يتضح التطابق في سياسة الدولتين، فموسكو لا تزال تحاول ضبط الإيقاع على حدود الشمال الشرقي الساخنة”.
اللقاء بين الطرفين الروسي والتركي جاء بالتزامن مع اقتراب موعد جولة أستانة، التي من المتوقع أن يتم فيها التوصل إلى اتفاقات جديدة حول إدلب، إلى جانب تزامن هذا اللقاء مع تحذيرات تركية للمجموعات المسلحة المنتشرة في إدلب من شن عملية عسكرية من قبل الجيش السوري، وغياب وضوح نتائج هذا اللقاء تحمل في طياتها العديد من إشارات الاستفهام حول مستقبل التعاون الروسي-التركي في سوريا، وذلك وفقاً لما أشار إلى مراقبون.