أثر برس

التهديد الأمريكي لسوريا والسيناريوهات المحتملة

by Athr Press Z

تزايد الحديث في الأسبوع الأخير حول ضربة أمريكية محتملة على مواقع سورية، في ظل الاقتراب من حسم معركة إدلب والشمال السوري، حيث كشفت وزارة الدفاع الروسية عن إرسال تعزيزات عسكرية أمريكية إلى البحر المتوسط تمهيداً لهذه الضربة، وتشير آراء المراقبين إلى أن رد الجانب السوري والروسي هذه المرة سيكون مختلف.

حيث جاء في صحيفة “رأي اليوم” اللندنية:

“أنّه قد يَكون عُدواناً أوسَع نِطاقاً هَذهِ المَرَّة إذا ما تَقرَّر شَنُّه، وربّما يَشمَل أهدافاً استراتيجيّةً، وروسيا التي فضحت سيناريو الذَّرائع المتوقَّع لتبريره، أي استخدام أسلحة كيماوية، لن تقِف مكتوفة الأيدي هذه المرّة، وربّما تتصدى له في ظل علاقاتها المتوَتِرة مع أمريكا، وإصرارِها على عودة إدلب إلى السِّيادةِ السُّوريّة، وتَطهيرِها من الجماعات الإرهابيّة، مِثلَما ذكر نائِب رئيس هيئة أركان الجيش الروسي”.

وطرحت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسية احتمالين للطريقة التي ستواجه بها روسيا هذه الضربة إن حصلت، فقالت:

“احتمالات رد روسيا على هذه الضربة الأمريكية المحتملة واحد منها هو الأبسط، ولكن الأكثر وضاعة، وهو أخذ تهديدات واشنطن بعين الاعتبار، لكن هناك خيارات أخرى، على سبيل المثال، تحذير سوريا، ومساعدتها في صد الضربة غير العادلة، بما في ذلك بصواريخ أرض-جو S-300 و S-400 ، وهي تغطي قواعدنا العسكرية في طرطوس وحميميم، ويمكن أيضاً استدعاء السفن الحربية الروسية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط، التي لديها أيضاً أسلحة قوية للدفاع الجوي”.

وقالت صحيفة “الوطن” السورية:

“يمكن أن تقوم أمريكا وبريطانيا وفرنسا بعمل عسكري عدائي كامل لقلب الموازين العسكرية في الميدان لمصلحة المحور الغربي الذي تقوده واشنطن، وهذا الاحتمال هو مستبعد لعدة أسباب، أهمها اقتراب الحسم النهائي في الميدان السوري لمصلحة الجيش السوري وعدم وجود عدد كافٍ من الجنود الأميركيين في الشمال السوري يسمح لهم باحتلال مناطق جديدة، إضافة إلى وجود القوات الروسية الجادة في موقفها بالتصدي لأي عدوان أميركي يقوض الإنجازات العسكرية والسياسية التي حققتها، فضلاً عن امتلاك الجيش السوري القوة الردعية وعنصر المفاجئة في التصدي لأي عدوان من شأنه أن يكبد واشنطن وحلفاءها خسائر غير محتملة في حال اللجوء لهذا الخيار، والسيناريو الثاني: قيام دول الترويكا الغربية بعدوان استعراضي على بعض المناطق الحيوية للجيش العربي السوري كالمطارات أو قطع عسكرية أو المراكز البحوث العلمية، بهدف العودة إلى مسرح التسوية السياسية”.

من يراقب المواقف الأمريكية مع كل مرة تقترب القوات السورية من استعادة السيطرة على منطقة معينة، يجد أنها تفتح ملف الأسلحة الكيميائية التي لم تتمكن إلى الآن من تقديم أدلة تثبت استخدام القوات السورية لها، لكن هذه المرة الأمر مختلف، فالجميع يجمع على أن قوة الدولة السورية لم تعد كالسابق، حيث عادت وفرضت نفسها من جديد على الساحة الدولية وفي الميدان، خصوصاً بعدما استعادت معظم أراضيها، ما يجبر الجانب الأمريكي على وضع قوة الرد السوري بالحسبان.

اقرأ أيضاً