خاص || أثر سبورت
أثار القرار الذي اتخذته لجنة الانضباط في الاتحاد السوري لكرة القدم والقاضي بتوقيف لاعب نادي الساحل حسن بوظان مدة 6 مباريات مع غرامة 500 ألف ليرة سورية، جراء تهجّمه على حكم مباراة فريقه ضد تشرين، اللغط عند الجمهور الذي تساءل هل يحق معاقبة لاعب في مباراة ودية وهل تسري قوانين الاتحاد السوري لكرة القدم على اللاعبين والكوادر في المباريات الودية كما تسري في البطولات والمباريات الرسمية.
رئيس لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السوري لكرة القدم المستشار القانوني الدكتور فراس علي المصطفى أجاب عن هذه التساؤلات عبر موقع “أثر برس” قائلاً:
في البداية، لا بد أن نُعرّف المباراة الودّية حسب التوصيف القانوني هي المباراة التي تنظم من قبل جهـة رياضـية مختصـة بكـرة القـدم أو نـادٍ ويتم اختيارها لمناسبة مـا، ويمكـن أن تنتمـي الفـرق لاتحـادات مختلفـة، ولا يكـون للنتائج المُحرزة أثر إلا في المباراة أو المسابقة الودية نفسها.
أما المباراة الرسمية فهي المباراة التي ينظمها الاتحاد لجميع الفرق والأندية على المستوى الوطني.
إذاً الآثار الفنية في المباراة الودية لا تسري إلا على المباراة نفسها.
وهذا خاضع لنظام الجهة المنظمة فلو أرادوا عشر تبديلات أو هدف ذهبي أو، أو وقسْ على ذلك، مثال ذلك البطاقات الحمراء لا يكون لها أثر خارج المباراة.
أمّا المسائل المسلكية والانضباطية والأخلاقية، فهي لا تتجزأ، فهل يُعقل أن نجوّز التهجم والاعتداء على الحكم في المباراة بوصفها ودّية؟!
والعجب أن بعض القائمين على الأندية يدافعون عن هذه الفوضى اللاأخلاقية بدل تكريس ثقافة الانضباط والأخلاق في فرقهم لإنجاح مسيرة اللعبة.
وأنا تابعتُ بدهشة وتعجب البيان الذي أصدره نادي اللاعب المخالف، مبرراً أن هذه المباراة لا علم للاتحاد بها، وهذا تبرير أعظم من المخالفة نفسها، وكأنها مباراة جرت بالسر ضمن مزرعة خاصة.
وفي هذا إساءة للقائمين على شؤون الأسرة الكروية ألا يعلم مصدّر هذا البيان، أنك عندما تريد أن تقيم مباراة كرة قدم تحتاج إلى حجز ملعب، طلب حكام، ورجال حفظ نظام وسيارة إسعاف.. إلى آخره، كل هذا يكون من خلال اتحاد اللعبة الممثل باللجنة الفنية بالمحافظة.
والحكم رفع كتاباً إلى اللجنة الفنية في المحافظة والتي كان بدورها تحويله للجنة المختصة وهي لجنة الانضباط والأخلاق وعندما تأخرت اللجنة الفنية بذلك لأسباب أبداها السيد رئيس الفنية الكابتن الخلوق محمود فيوض كان طلب الحكم للجنة الانضباط من خلال الأمانة العامة حاضراً، استناداً للمادة 15/10 التي تنص:
لأي شخص أو هيئة تقديم بلاغ إلى لجنة الانضباط والأخلاق عن أي سلوك يعتبره أو تعتبره غير متفق مع لائحة الأخلاق والإجراءات التأديبية للاتحاد على أن يكون هذا البلاغ خطيّاً ويقدم لها عبر الأمانة العامة، وهذا ما قام به الحكم وقمتُ بالتحقيق في ذلك الأمر أصولاً.
وبعد سماع أقوال الحكّام على الرغم من أن الحكم تقريره له الحجيّة بكل ما يقع داخل المستطيل الأخضر وعندما ذُكر أنه هناك محادثة بين المدرب المساعد محمد يوسف والحكم أحمد خليفة والتي تؤكد أن الحكم لن يعرض ما تعرّض له من محاولة اعتداء فهذا ليس له علاقة بالقضية التي تمّت دراستها بدقة، ومع الأخذ بالاعتبار بأمور كثيرة؛ لأن العقوبة الأشد بين سنة ومدى الحياة في حال تحقق الاعتداء.
وقد وَقَرَ واستقرَ في يقيني أن الضرب يدوّنُ هنا في خانة محاولة الاعتداء مع تحقق التهجم لفظاً وسلوكاً، طُبقت المادة 28/2 التي تنص على الإيقاف ست مباريات رسمية وما يتخللها من مباريات ودية بدل المادة 6/29 التي تنص على الإيقاف مدة سنة وأنت تجد الإجابة على سؤالك بأن القواعد الانضباطية تنطبق على المباريات الودية والرسمية على حدٍ سواء، وبذلك فإن خرقها يؤدي إلى عقوبات انضباطية.
وسبقَ أن اللجنة عاقبت نادي حطين الرياضي حسين شعيب لمخالفته القاعدة الانضباطية على الرغم من أنّ المباراة التي شاركها فيها فريقه مع نادي الهلال كانت مباراة ودّية.
وما أطلبه من القائمين على شؤون أنديتهم أن يدركوا أن لجنة الانضباط والأخلاق لجنة قضائية مستقلة، وليست لجنة داخلية تتلقى تعليماتها من رئيس الاتحاد أو جهة أخرى، وتكون قراراتها حسب طلبه كما قال لي رئيس النادي صاحب البيان: إن لديه وعد من رئيس الاتحاد بأن هذا الأمر لن يُبت به، ولا أظن أن ذلك صحيحاً.
فالمادة الثامنة تنص على الآتي:
تصدر لجنة الانضباط والأخلاق للاتحاد قراراتها باستقلالية كاملة وبصفة خاصة، ولا تتلق أي تعليمات من أي هيئة أخرى؛ فاللجان القضائية تعمل باستقلالية تامة.
كما أهيب بالقائمين على الأندية العمل على جانب التوعية القانونية، حتى لا نشاهد مثل هذه المظاهر التي تنافي قواعد الانضباط والأخلاق والتي بتنا نراها في المباريات الودية فكيف بالرسمية؟!
إذاً ومن خلال ما ذكره رئيس لجنة الانضباط والأخلاق الدكتور فراس المصطفى فإن عقوبة اللاعب حسن بوظان استندت إلى مواد في القانون وإن كانت في مباراة ودية.
وعقوبة اللاعب حسن بوظان ليست الأولى وإن كنا نتمناها الأخيرة فقد عوقب سابقاً عدد من اللاعبين والكوادر بسبب مخالفات في مباراة ودية وأشهرها عقوبة نجم الكرة السورية ونادي تشرين السابق اللاعب عبد القادر كردغلي الذي عوقب بعد مباراة ودية لفريقه تشرين بسبب مخالفات قام بها في حينها.
يذكر أن مباراة تشرين والساحل الودية توقفت في الدقيقة 78 بعد انسحاب فريق الساحل.
محسن عمران