خاص|| أثر برس مع ارتفاع أسعار الملابس الشتوية بشكل لافت في الأسواق، اشتكى عدد من السوريين أيضاً من ارتفاع الأسعار في محلات الألبسة الأوروبية المستعملة، والتي تُعرف بـ “البالة” والتي كانت ملجأ لعدد لا بأس به من الأهالي في ظل الظروف المعيشية الصعبة، لافتين إلى أن أسعارها باتت توازي “الجديد”.
تقول صفاء (ربة منزل) لـ”أثر”: “أحتاج لجمعية أو قرض حتى أتمكن من شراء 3 جواكيت لأبنائي الذكور الذين يكبرون عاماً بعد عام حيث يبدأ سعر الجاكيت الجديد من نصف مليون وهذا يعني أنني بحاجة لمليون ونصف لشرائها أما في البالة فإن الأسعار قد تكون أخف وطأة قليلاً فأسعارها باتت مرتفعة ولا ترحم أيضاً فالجاكيت في البالة يتراوح سعره بين 200 ألف إلى 300 ألف ل.س وأحياناً أكثر”.
بدورها، نسرين (معلّمة مدرسة) قالت لـ”أثر”: “لا يوجد شيء في الأسواق سعره أقل من 250 ألف ليرة، فبيجامة الطفل وصل سعرها لـ 350 ألف ليرة، والبالة كذلك الأمر باتت من المستحيلات”، مضيفة: “في السنوات الماضية كنا نلجأ للبالة أما هذا العام فباتت أسعارها توزاي الجديد ولم تعد إلا لميسوري الحال للتباهي بالماركات”.
أما نبيل (موظف) أوضح أنه سيحجم هذا العام عن شراء ملابس شتوية لأبنائه سواء من الأسواق أو من البالة، نظراً للارتفاع الكبير في أسعارها؛ مضيفاً لـ “أثر”: “كنت في السنوات السابقة قادراً على الشراء، لكن هذا العام ليست لدي القدرة المادية فالأسعار تضاعفت ثلاث مرات فما كنا نشتريه مثلاً بـ 100 ألف صار سعره 300 ألف”.
من جانبه، أبو بشار (صاحب محل لبيع الألبسة في دمشق) أوضح أنهم تضرروا بسبب عزوف الناس عن شراء الملابس الشتوية، مضيفاً لـ”أثر”: “نحن لا ذنب لنا وغير مسؤولين عن هذه الزيادة الكبيرة”.
ليضيف محمد (صاحب محل ملابس آخر): “هناك تفاوت بالأسعار بين منطقة وأخرى، والسبب هو ارتفاع إيجارات المحال والنفقات والنقل والضرائب، كل ذلك ينعكس على سعر المنتج”.
وأرجع تاجر ملابس آخر ارتفاع الأسعار إلى عدة أسباب منها العقوبات المفروضة على سوريا، واختلاف سعر الصرف، وزيادة أسعار المحروقات وقلتها، وتكلفة الإنتاج المرتفعة؛ مشيراً إلى أن كلها عوامل تسهم في ارتفاع سعر السلعة.
وبالنسبة لارتفاع الأسعار في محلات البالة، قال أحد أصحاب المحال: “البضاعة كلها تهريب لأن استيرادها ممنوع منذ سنتين تقريباً، وبالتالي هناك كلفة الشحن (أجرة للسائق الذي جلب البضاعة) التي تقع على عاتق التجار لذلك هم مضطرون لرفع الأسعار لتحقيق نسبة ربح لو كانت ضئيلة”.
بدوره، صاحب بالة آخر، قال لـ “أثر”: “أسعاري (أرحم من غيري)، فهذه البضاعة موجودة لدي من السنة الماضية وليست جديدة لذلك أحاول تصريفها بنصف السعر كي لا أضطر لبيعها بالكيلو”.
وفي السياق نفسه، أكد مصدر في وزارة المالية (فضّل عدم الكشف عن اسمه) أن البالة ممنوعة من الاستيراد، وإدخالها ممنوع ومعاقب عليه، مضيفاً: “وعليه لا يبحث في تسعيرها نظراً لصفتها كمادة ممنوعة وفي حال وجود أي تاجر لديه بضاعة من هذا النوع يرجى إعلام مديرية الجمارك العامة لإجراء ما يلزم”.
أيضاً، مصدر في وزارة التجارة الخارجية أكد لـ “أثر” أن استيراد البالة ممنوع، متابعاً: “البضاعة المهربة لا علاقة لنا بها حيث يتم إعلام مديرية الجمارك لإجراء اللازم ومصادرتها كونها مهربة ودخلت بطريقة غير نظامية”.
وفي جولة لمراسلة “أثر” على أسواق دمشق، تبين أن أسعار الملابس لموسم 2024-2025 وصلت إلى مستويات مرتفعة، حيث يتراوح سعر الجاكيت المتوسط الجودة بين 350-600 ألف ليرة، والجاكيت عالي الجودة يتراوح بين 600 ألف إلى مليون ليرة، بينما تراوحت أسعار البنطال النسائي بين 250 إلى 400 ألف، والكنزات بين 100-350 ألف ليرة.
أما في محلات البالة، فوصل سعر الجاكيت النسواني من النوعية الجيدة إلى 400 ألف ل.س، والولادي يبدأ من 150 ألف، والبنطال يتراوح بين 100 إلى 150 ألف ليرة للبناتي بينما وصل سعر النسائي والرجالي إلى 250 ألف، والكنزات تترواح بين 100-150 ألف ليرة صبياني وبناتي، والنسواني تبدأ من 100 ألف وصولاً لـ 300 ألف.
دينا عبد