يستيقظ أحمد فاعور –طفل في التاسعة من عمره- صباح كل يوم بغية الذهاب إلى “مغسل السيارات” الذي يعمل به منذ 3 سنوات تقريباً، والكائن في منطقة الزبلطاني شرق العاصمة دمشق.. لم يتعلم أحمد كتابة حروف اسمه، حتى بات يرسم حروفاً صنعها في مخيلته، مقلداً بذلك أطفال جيله الذين يراهم خارجين من مدارسهم ظهر كل يوم، لا يكتف الأمر هنا، إذ يحمل أحمد أثناء ذهابة إلى العمل حقيبة ظهرية حمراء اللون، دون أن يضع فيها أي شيء.
الطفل أحمد ليس وحيداً في هذا الميدان، حيث أن آلاف الأطفال السوريين باتوا فاقدين لأقل حقوقهم، ألا وهو التعليم، لاشك أن الحرب الدائرة في أرجاء البلاد هي السبب في ذلك، حتى أضحت المدارس السورية خالية تماماً من ثلث طلابها، بعضهم دخل سوق العمل بغية الحصول على بضعة نقود يسد بها رمق الحياة، بعضهم غدى خارج البلاد، والبعض الآخر محاصر لسبب ما، والبعض قضى ضحية المعارك في البلاد.
تشير بيانات منظمة “اليونيسيف” إلى أن 2,8 مليون طفل سوري بات خارج مقاعد الدراسة، وتضيف المنظمة أن ثلث الأطفال المندرجين ضمن هذه الإحصائية يتسول دون وجود أي مأوى يلجأ إليه، وثلث آخر يعمل بائع جوال في إحدى دولتي “تركيا، وألمانيا”، والباقي ترك مدرسته لأسباب مختلفة.
تقديرات وزارة التربية السورية توضح أن الأضرار طالت 5000 مدرسة من أصل 22500، بينهما 3000 مدرسة مدمرة بالكامل، فيما بلغ عدد المدارس المستخدمة كمراكز إيواء 1889 مدرسة.
على هامش ما ذُكر، تقول والدة أحمد: “لم يحمل ابني حقيبة فارغة عن عبث، وإنما حسب اعتقاده هو يحمل ذكرياته التي أتى بها من بلدة الفوعة المحاصرة في ريف إدلب الشمالي الشرقي، والآن لم يبق من ذكرياته أي شيء، لهذا السبب هيّ فارغة”.