خاص|| أثر برس انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر اعتداء 4 أشخاص بينهم طفلان على فتاة في قرية تل السمن بريف الرقة الشمالي، الأمر الذي ربطه المغردون بمسمى “جريمة بداعي الشرف”، باعتبار أن الفتاة كانت تصرخ “والله بنيّة”، في إشارة إلى أنها ما تزال عذراء.
المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، أفادت بأن المشاركين في الجريمة هم ثلاثة من أشقاء الفتاة “لينا عكلة الأحمد”، التي تبلغ 15 عاماً، والرابع هو نجل شقيقها الأكبر، وتعرضت للضرب بقضبان معدنية وخشبية.
وأصيبت الفتاة بكسور متفاوتة إضافة إلى تصدع في الصدغ الأيسر للجمجمة، وفقاً لما أكدته مصادر طبية من المشفى الوطني في الرقة خلال حديثها لـ “أثر برس”.
الحادثة التي جرت قبل أيام عدة، كان لها ضحية ثانية هي “عائشة عكلة الأحمد”، وتبلغ من العمر 22 عاماً، وتنفي مصادر عشائرية وأخرى قريبة من عائلة الضحيتين وجود مبررات للجريمة بوصفها “بدافع الشرف”، فالشقيقتين كحال الكثير من الفتيات في القرية الصغيرة التي تبعد عن الرقة 30 كم، لا تمتلكان هواتف جوالة، ولا يخرجن من منزل ذويهما إلا للأعمال الزراعية، وكانت الفتاة لينا (الظاهرة في الفيديو)، تحاول اللجوء لأحد أقاربها هرباً من أشقائها، على إثر اعتدائهم على شقيقتها الكبرى داخل منزل العائلة، لكن شقيقها الأوسط تمكن من اللحاق بها، وحين حاول بعض المارة التدخل منعهم بحجة أنه يريد “غسل عاره”.
وقالت مصادر قريبة من العائلة تفضل عدم الكشف عن هويتها لـ”أثر”، إن الخلافات الأساسية بين الفتاتين وأشقائهما متعلقة بأراض زراعية موروثة عن والدهما وهي خلافات قديمة، وقبل أسبوع من الآن حدث شجار بين الفتاة “عائشة” وزوجة أخيها الأكبر، لتقوم الأخيرة بسوق اتهامات تتعلق بشرف الفتاة وشقيقتها الصغرى، زاعمة أنهما على علاقة بأشخاص من سكان مخيم قريب من القرية، الأمر الذي تسبب بحادثة الضرب الشديد لكل من الفتاتين.
تدخل بعض سكان القرية ليقوموا بنقل الفتاة لينا، ومن ثم عائشة التي تمكنت من الفرار لاحقاً لمنزل أحد وجهاء القرية، إلى مشفى الرقة الوطني، وأشارت مصادر “أثر برس”، إلى أن وجهاء العشائر تدخلوا في القضية بعد ثبوت “عذرية الفتاتين”، وأعلنوا حمايتهم للضحيتين والتعهد بإقامة “محكمة عشائرية” تفضي لحل الخلافات وإنهاء أي تهديد لحياتهما بداعي “الشرف”.
وأفادت مصادر “أثر برس” بأن “أحد أشقاء الضحيتين هو من تقدم بشكوى ضد المعتدين، الأمر الذي دفع الآسايش للتحرك وليس تلقائياً، ولم يتدخل ما يسمى بـ “دار حماية المرأة” نهائياً في حماية الضحيتين، لكن يبدو أنها مادة دسمة للدعاية الخاصة بـ “قسد” ووسائل الإعلام المرتبطة بها”.
وبحسب المعلومات المتوفرة، اعتقلت “الآسايش” اثنين من الأشقاء المعتدين وابن أحدهم، ومن بين المعتقلين شقيقها الذي يبلغ من العمر 18 عاماً، وابن شقيق الضحيتين ويبلغ من العمر 13 عاماً، بينما تمكن المعتدي الرابع وهو شقيقها الذي يبلغ من العمر 27 عاماً من التواري عن الأنظار، في حين قامت زوجة الأخ (المحرضة على الجريمة)، بالفرار إلى منزل عائلتها في قرية مجاورة.
الرقة