خاص || أثر برس ألقى فرع الأمن الجنائي في حلب القبض على أفراد عصابة نفّذوا علميات حفر وتنقيب غير شرعي عن الآثار في منطقة “باب قنسرين” بالمدينة القديمة.
وأفاد مراسل “أثر برس” في حلب، بأن عملية القبض على أفراد العصابة جاءت بعد ورود معلومات مؤكدة عن وجود مجموعة أشخاص ينفذون عمليات حفر مشبوهة داخل أحد المنازل القديمة في حارة “الديري” الواقعة ضمن منطقة “باب قنسرين” الأثرية في حلب القديمة، الأمر الذي دفع بفرع الأمن الجنائي إلى إرسال دورية بشكل عاجل إلى الموقع، ليتم اكتشف عدة حفر إحداها بعمق /165/ سم، إضافة إلى قطع فخارية أثرية محطمة وأوانٍ معدنية.
وبعد متابعة عناصر الفرع للمنزل وقيامهم بعمليات تحرٍ وبحثٍ مكثف، ومن خلال البحث والتحري، تم إلقاء القبض على سبعةٍ من أفراد العصابة، وتمت مصادرة مسدس حربي كان بحوزة أحدهم، حيث اعترف المقبوض عليهم بإقدامهم على تنفيذ عمليات الحفر والتنقيب في المنزل، بتمويل من شخص ثامن ما يزال متوارياً عن الأنظار.
وأقرّ أفراد العصابة بأن الفرد الثامن من العصابة كان المسؤول عن تمويل عملية التنقيب، من خلال دفعه مبلغ ثلاثة ملايين وخمسمئة ألف ليرة سورية لباقي أفراد العصابة كتكاليف لعمليات الحفر من معدات وأجور وغيرها، فيما نص الاتفاق فيما بين أفراد العصابة على تقاسم الآثار والحلي الذهبية التي قد يتم العثور عليها أسفل المنزل.
ووفق ما ورد لـ “أثر برس” من معلومات، فإن المنزل خضع في وقت سابق لعمليات حفر وتنقيب من قبل بعض عناصر الفصائل المسلحة التي كانت مسيطرة على الحي خلال فترة الحرب في مدينة حلب، إلا أن استعادة القوات السورية للسيطرة وتأمين أحياء حلب القديمة، حال دون إكمالهم لعمليات الحفر، الأمر الذي حاول أفراد العصابة إتمامه.
ومن خلال التحقيق، اعترف أفراد العصابة بوجود مكان اعتمدوه لتخبئة اللقى الأثرية التي تم العثور عليها أسفل المنزل في وقت سابق، وبعد التفتيش في المكان عثر عناصر فرع الأمن الجنائي على عدة قطع أثرية تضمنت 5 أحجار أثرية صغيرة بألوان مختلفة، وحجرٍ خرزي صغير ذو لون سماوي، حيث كانت تتم عمليات تقييم الآثار التي يتم استخراجها من قبل أفراد العصابة عن طريق زوجة أحد المقبوض عليهم التي تقيم خارج سورية، من خلال إرسال صور اللقى إليها تباعاً عبر الانترنت بهدف تقييمها عبر بعض تجار الآثار.
وبعد العثور على الأحجار الأثرية عمل فرع الأمن الجنائي على مصادرتها أصولاً، كما تمت مصادرة الأدوات والمعدات التي استخدمها أفراد العصابة في عمليات الحفر والتنقيب، بالتزامن مع استمرار البحث عن فرد العصابة المتواري عن الأنظار.
وتضم المدينة القديمة في حلب مئات المنازل والمواقع الأثرية العريقة التي يعود تاريخ القسم الأكبر منها إلى العهد الروماني، حيث كان تم خلال العامين الماضيين اكتشاف العديد من المواقع الأثرية من بيوت رومانية وسواها أسفل عدد من المنازل التي كانت تهدمت خلال فترة الحرب التي عاشتها المدينة القديمة بحلب بين عامي /2012/ و/2016/.
زاهر طحان – حلب