خاص || أثر برس
للمرة الأولى منذ مئات السنين، أحيت مدينة حلب عيد رأس السنة السورية “الأكيتو” للعام /6769/، خلال مهرجان أقيم تحت مسمى “مهرجان التراث السوري” مساء يوم السبت في فندق شهباء حلب برعاية من وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني.
وتضمن المهرجان سلسلة نشاطات وفعاليات تَقدمها معرض لوحات تتحدث عن تطور ونشأة الحروف من السريانية إلى العربية عبر التاريخ، إلى جانب فقرات غنائية “سريانية” مشتقة من التاريخ السوري العريق قدمتها فرقة الكورال السرياني بحلب، إضافة إلى فقرات غنائية من التراث الحلبي ولوحات فنية راقصة مثّلت مختلف الأطياف المنتشرة في سورية.
وأشارت المهندسة نايلة شحود مديرة سياحة حلب لـ “أثر برس”، إلى أن هذا الاحتفال يبين للعالم أجمع بأن سورية هي أم الحضارات وأرض الأديان ومهد المحبة والسلام والتسامح الذي قل نظيره في العالم أجمع.
من جانبه أوضح شكري قيومجي عضو مجلس إدارة غرفة سياحة حلب لـ “أثر برس”، بأن عيد “الأكيتو” أو رأس السنة السورية، كانت تحتفل به سورية بشكل خاص على مدار لآلاف السنين، إلا أن الحروب والأحداث التاريخية وفترات الاحتلال الذي عاشتها البلاد، أثرت على الاحتفال بهذا العيد وأدت إلى اندثاره، وخاصة بعد أن نقل الملك الفرنسي “شارل الأول” التقويم من السوري إلى التقويم الميلادي المعمول به حالياً، مبيناً أن “الأكيتو” هو عيد الربيع والحصاد والطبيعة الذي كانت تتم فيه مراسم الخصب والخير والمحبة للسوريين القدماء.
وقال مصطفى نو رئيس جمعية مركز المحترف السوري المنظمة لمعرض الصور المرافق للمهرجان، بأن اللوحات التي تضمنها المعرض تضمنت قصة الكتابة السورية وتطور الحروف منذ عصر الحثيين إلى السومريين وصولاً إلى الخط العربي، الأمر الذي يعكس عمق وتاريخ الحضارة السورية والحضارات المتعاقبة التي احتضنتها أرض سورية على مر التاريخ.
يشار إلى أن السوريين القدماء كانوا يحتفلون في العصور القديمة بعيد رأس السنة الخاص بسورية، والتي كانت تبدأ بتاريخ الأول من نيسان وحتى الحادي والثلاثين من شهر آذار، وكانت مراسم الاحتفال لدى السوريين بهذا العيد تستمر لمدة ثلاثة عشر يوماً متتالية وفق طقوس ومراسم معينة تدل على محبة وتسامح وعراقة السوريين، والذين عادوا اليوم لإحياء ذكرى هذا العيد لإظهار حضارتهم القديمة التي حاول الغرب إخفاء حقيقتها وتشويه صورتها العريقة.
زاهر طحان – حلب