خاص|| أثر برس
بعد نحو أسبوع من الركود، عادت أسواق حلب لتشهد خلال ساعات اليوم السبت نشاطاً ملحوظاً على صعيد الحركة التجارية والإقبال على شراء المواد والسلع الضرورية اللازمة من قبل المواطنين استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك.
حركة الأسواق في حلب، وخاصة الواقعة منها في وسط المدينة، تنشطت بشكل كبير منذ حلول صباح اليوم، لتشهد ساعات الظهيرة ارتفاعاً كبيراً في الحركة الشرائية وتحديداً على صعيد المواد الغذائية من لحوم وحبوب وخضار وتوابل وتمور.
ولعل مسألة عدم ارتفاع أسعار المواد، جاءت في مقدمة أسباب ارتفاع وتيرة الحركة الشرائية من الأسواق، حيث أكد عدد من المواطنين لـ “أثر برس” بأنها المرة الأولى تقريباً منذ سنوات التي لا تشهد فيها الأسواق ارتفاعاً على أسعار المواد والسلع الغذائية، حيث: “كنا اعتدنا في الأعوام السابقة أن ترتفع الأسعار قبل حلول يوم أو يومين من شهر رمضان إلى أرقام قياسية، وهذا الأمر كان يشكل عبئاً إضافياً علينا ويُصعّب من مهمة الاستعداد لحلول الشهر المبارك المتميز بطقوسه وأجوائه وخاصة المتعلقة منها بالموائد والولائم التي نشتهر بها في مدينة حلب، إلا أننا فوجئنا هذا العام بأن الأسعار لم ترتفع على الإطلاق، وحتى أنها انخفضت بشكل ملحوظ عما كانت عليه خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي شجعنا على شراء احتياجات منزلنا وبالكميات الكافية على الأقل للأسبوع الأول من الشهر الكريم”، وفق ما أوضحه “أبو عبدو” لـ “أثر برس” أثناء تسوقه من أحد محال بيع الجملة في سوق الجميلية.
من جانبه قال “أبو فريد” صاحب محل لبيع المواد الغذائية والسلع المتنوعة في شارع النيل لـ “أثر برس”: “خلال الأسابيع الماضية كان هناك إجماع من قبل التجار الحلبيين حول مسألة الحفاظ على الأسعار وعدم استغلال حلول شهر رمضان في رفعها والتحكم بجيوب المواطنين، وخاصة أن الجميع يعلم الأوضاع الحالية الصعبة المتعلقة بظروف المعيشة، لذلك أخرجنا محتويات مخازننا وطرحناها في محالنا بأسعار تقارب سعر الجملة للتخفيف عن الأهالي ومساعدتهم في استقبال الشهر الكريم على أحسن وجه”.
كما تشهد أسواق حلب استقراراً ملحوظاً على صعيد أسعار اللحوم وسط انخفاض نسبي لحق بأسعار لحم الغنم الذي بلغ سعر الكيلو منه في أسواق حلب /4400/ ليرة سورية وما دون، فيما تراوحت أسعار “كباب الفروج” الذي تعتمد عليه مئات الأسر الحلبية في أعمال الطهي كبديل ناجع عن لحم الغنم بين /1400/ و/1600/ ليرة سورية للكيلو الواحد.
ويبدو أن الموسم الخيّر الذي عاشته سورية خلال العام الماضي من حيث الأمطار، لعب دوراً بارزاً في انخفاض أسعار الخضار والفواكه الموسمية التي توفرت بشكل كبير وعلى اختلاف أنواعها، في جميع الأسواق سواء الرئيسية كسوق “باب جنين” وسوق “الهال”، أو في باقي الأسواق والمحال المنتشرة في باقي أحياء ومناطق مدينة حلب.
وكانت أسواق مدينة حلب شهدت خلال الأسبوعين الماضيين بشكل خاص، ركوداً غير مسبوق وانخفاضاً ملحوظاً على صعيد الحركة الشرائية من المواطنين، كما نشر موقع “أثر برس” في تحقيق سابق، نتيجة عدة عوامل تقدمتها صعوبة المواصلات جراء أزمة البنزين والتي بدأت تأخذ طريقها إلى الانفراج مؤخراً.
زاهر طحان – حلب