أثر برس

خاص أثر | الكونترا.. سلسلة حقائق تكشف لعبة “الـسي آي إيه” في الداخل السوري “الجزء الثاني”

by Athr Press R

دياب حيدروف

وفي الإسقاط على الأحداث السورية بالرغم من أنها أكثر تعقيداً وتشعباً بسبب تشابك وتنافر المصالح الدولية وكثرة الجهات الممولة والراعية والفاعلة، المستفيدة والمتضررة، يمكن البحث عن المدير الرئيسي والدليل على وجوده موجود بصراحة ووضوح.

في عام 2011 بداية الأحداث الدامية، الأزمة، الحرب والمؤامرة بالإضافة إلى الثورة، كما يود تسميها كل طرف من أطراف الأزمة، -لن نختلف عى موضوع التسمية- ولكن يجب علينا إيجاد الدلائل والوقائع ومراجعة التاريخ بحياد وتجرد ونظرة بعيدة قليلاً عن محمور الحدث.

في عام 2011 ذهب روبرت فورد السفير الأمريكي في سوريا إلى حماة لحضور المظاهرات أثناءها، فورد هو الشخص نفسه الذي ساهم في تأسيس جماعات “الكونترا” في هندوراس وأشرف على تدريبها وتمويلها لإرسالها إلى نيكاراغوا، لتبدأ أعمالها ضد الجيش النيكاراغوي، فهل كانت زيارته إلى حماة في مرحلة التحول من التظاهر إلى التسلح وأعمال العنف مجرد صدفة.

وفي تصريحات فورد الأخيرة، تطرق لزيارته إلى حماة في 2011، مدعياً أن “هدفها كان لمعرفة من الذي يبدأ بإثارة العنف”، كاشفاً عن أن هذه الزيارة “أعطت المتظاهرين أملاً زائفاً بأن أمريكا ستقف معهم وستدخل عسكرياً، في وقت كانت تسعى إلى حل تفاوضي”.

وأشار فورد إلى أنه لم يطلب موافقة من الخارجية الأميركية، فقط قال إنه ذاهب، مضيفاً: “أرسلنا مذكرة للحكومة السورية قلنا فيها إننا سنرسل سيارة دبلوماسية مع أربعة دبلوماسيين، ولم نقل إنني سأكون بين الدبلوماسيين”.
وبين فورد أن الترتيبات مع الخارجية السورية، تتضمن وجوب إبلاغهم قبل 48 ساعة، وفي حال لم تعترض نمضي في تنفيذ ما قلنا، لذلك سافرت مع أني لم أتوقع أن يسمح لنا بالدخول إلى حماة”، لافتاً إلى أن السفير الفرنسي اريك شوفالييه كان هناك ولكن في سيارة مختلفة.

وأوضح أنه كان ضد إعلان الإدارة الأمريكية بضرورة تنحي الرئيس الأسد لأن “ذلك سيعقد عملي في دمشق”، مشيراً إلى أن “ضغوطاً كبيرة مورست على الرئيس أوباما من الجمهوريين والديموقراطيين وبعض الدول العربية لإطلاق هذا التصريح.

وأضاف فورد: “قلت لهم إن التصريح لن يغير شيئ في دمشق، قد يغير الحركة الاحتجاجية، لكن قطعاً لن يؤدي إلى تغييرات كبيرة سياسيا”، مبيناً أنه كان يتكلم من خط غير آمن “ولم يستطع القول إن الأسد لن يتنحى لأنه كان يعرف أن المخابرات السورية تسمع اتصاله”.

وتابع: “في نهاية 2013 كنت أعتقد أن حرب الاستنزاف ستكون قاسية على النظام، وسيفاوض على صفقة وحل تفاوضي لتشكيل حكومة ائتلافية مع معارضين ومستقلين” مردفاً “أكبر خطأ سياسي ارتكبته، أني لم أتوقع أن ترسل إيران وحزب الله آلاف المقاتلين لأجل (الرئيس بشار الأسد)”.

تصريحات روبرت فورد مؤسس الكونترا، وأعماله السابقة في نيكاراغوا وفي سوريا هي كدليل أو كواقع لايمكننا تجاهله، بالإضافة إلى سلسلة العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد الحكومة السورية و قرارات تسليح المعارضة السورية، والقرارات الأممية الداعمة للمجموعات المسلحة في وجه الدولة السورية والتي تدرجت من العقوبات وصولاً إلى قرارات التدخل تحت الفصل السابع.

وللمراجعة أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس (28 فبراير/ شباط 2013) أن بلاده تعتزم لأول مرة تقديم مساعدات غير فتاكة لمقاتلي المعارضة السورية وإنها ستزيد مساعداتها لها لأكثر من الضعف، وكانت هذه المساعدات عبارة عن أجهزة رؤية واتصال ومناظير وهوائيات وسترات ضد الرصاص، مبقية على معارضتها الشديدة بتزويد المعارضة السورية بأسلحة نوعية، من خلال إشرافها على تزويدهم بالسلاح الخفيف الذي كان يأتي من قطروالسعودية عبر تركيا.

وكانت المرة الأولى التي أعلن فيها البيت الأبيض عزم واشنطن تسليح المعارضة السورية بشكل مباشر في 14 يونيو /حزيران 2013، في بيان حمل توكيداً أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يعتزم البدء في تسليح المعارضة السورية، وأوضحت الإدارة الامريكية أنه بالرغم من تأكيدها أن الأسد تجاوز “خطاً أحمر” رسمه أوباما فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية، فإنها تعتزم أن تتحرك بحذر وبالتنسيق مع حلفائها فيما يتعلق بالخطوات التي يجب اتخاذها.

وبدأ برنامج تدريب وتجهيز من وصفوا بمعارضين سوريين معتدلين أوائل مارس/آذار 2015، بناءاً على قرار أجازه مجلس النواب الأميركي في شهر سبتمبر 2014، لخطة الرئيس أوباما لدعم وتسليح “المعارضة السورية المعتدلة” بتمويل تبلغ قيمته 500 مليون دولار.

منذ قرار الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على النظام السوري، وبعدها قرارات تسليح المعارضة السورية، إلى مراحل التدهور نحو تدخل عسكري في سوريا وحتى التدخل المباشر في مطلع العام الحالي، وإقامة القواعد العسكرية في المناطق الشمالية والمنطقة الجنوبية الشرقية (التنف) كلما سبق لايمكن أن يحدث بدون وجود كونترا سوريا (حصان طروادة).

لايمكننا جرد وتناول كافة البعثات والمؤتمرات والجلسات العربية والدولية والقرارات الأمريكية والهدن والاتفاقيات والأحلاف المختلفة والمتغيرة حسب المصالح المتوفرة ضمن هذه السطور، ولكن بالمراجعة للتاريخ (إسقاط أورتيغا أو إغراق نيكاراغوا) وغيرها من الأحداث وإسقاطها وربطها بما حدث ويحدث في سوريا نترك الاستنتاج لكم، علماً أن الأحداث السورية منذ بدايتها وحتى الآن تحتاج إلى كتاب لتوثيق الأحداث التي جرت فيها داخلياً وإقليمياً وعالمياً، مذهبياً وعرقياً وقومياً، اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً، والقائمة تطول وتطول.

اقرأ أيضاً