أثر برس

خاص أثر | بارازاني يزيد جراح الأمة العربية جرحاً

by Athr Press R

رضا زيدان 

كَثُرت الجراح في جسد الأمة العربية من فلسطين إلى مصر فسوريا ومروراً بالعراق وانتهاءً بليبيا والجراح تكبر وتنزف، فهل سيكون تصويت الأكراد على استقلال إقليم كردستان في الخامس والعشرين من أيلول الحالي وانفصالها عن العراق الموحد، الجرح الجديد للأمة العربية؟

الباحث الكردي في المركز “الكردي للدراسات” ومقره ألمانيا، إبراهيم مصطفى كابان أوضح أن “عدد الأكراد يتجاوز الأربعين مليوناً ويتوزعون بين تركيا وإيران والعراق وسوريا، مضيفاً “قام الأكراد بثلاث محاولات لإقامة دولتهم المستقلة خلال عشرينيات القرن الماضي، فتأسست مملكة كردستان بشمال العراق والتي تأست في 2003م، وجمهورية كردستان الحمراء بأذربيجان، وجمهورية آرارات بتركيا“.

وإذا تسائلنا لماذا تقف غالبية الدول ضد الأكراد وفكرتهم بالاستقلال في العراق والتي طرحها بارزاني قبل فترة؟القارئ للأحداث يعلم بأن الأكراد يجمعهم بـ”إسرائيل” صداقة قديمة متجددة فالحديث عن العلاقة بين القادة الأكراد وبين “إسرائيل” حديث قديم يعود لزمن مصطفى بارزاني، والدور الذي لعبته “إسرائيل” في الحروب العبثية الذي شوه الغرض الحقيقي من نضال وحراك حركة تحرر وطني هي “الحركة التحررية الكردية”، ولكون كل ما كان يجري في الخفاء كشف الغطاء عنه في العلاقة بين قادة الحزب الكردي الرئيسي في العراق وهو “الحزب الديمقراطي الكردستاني” وبين “إسرائيل”، لذلك فالحديث عنه تكرار لمواضيع معروفة للجميع.

لذلك أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، عن “تأييده لاستقلال إقليم كردستان عن العراق والمقرر في 25 من أيلول المقبل”، في أقوى تأييد “إسرائيلي” لتقسيم العراق.

اندفاع مسعود بارزاني إلى إقامة استفتاء إقليم كردستان بعد تحرير الموصل وتلعفر جاء بعد إحياء العلاقة “الإسرائيلية – الكردية” وتحريض رئيسي من “بنيامين نتنياهو”، وذلك بسبب أسباب عدّة منها:

أولاً: وصول القوات السورية وزحف القوات الإيرانية وحزب الله إلى الحدود مع فلسطين، لذا وجدت “إسرائيل” نفسها وجهاً لوجه مع قوات “معادية” لها، زاحفة بكل قوة وإصرار إلى حدودها.

ثانياً: نجحت إيران في تحقيق هدف إقامة جسر بري (عبر العراق وسوريا) إلى لبنان، ونجاح طهران جعلها “مغيراً استراتيجياً”.

لذلك توجهت “إسرائيل” وبسرعة لحليفها القديم الجديد وهم عائلة بارزاني لإثارة مسألة الاستفتاء حول إقامة الدولة الكردية في الوقت والزمان غير مناسبين، لكي تكون هي ومن خلال حليفها الكردي، نصل السكين الذي يغرز بكل سهولة ويسر في خاصرة إيران والعراق وسوريا وتركيا، وتشكل خطراً مستقبلياً على غالبية الدول الإقليمية العراقية.

ربما نجحت “إسرائيل” بإثارة القلاقل وتشجيع النزعات العرقية، والاثنية.. لهذا كان الدعم الإسرائيلي الغير محدود والوحيد في شكله ونوعه عالمياً للنزعات التسلطية لدى مسعود بارزاني لإقامة دولته القومية العشائرية التي سيهيمن من خلالها هو وأبناءه وعائلته على الشعب الكردي وخيراته.

مخاطر استقلال إقليم كردستان وردود فعل

يخشى العراق التقسيم ولاسيما أنه يسعى إلى إنهاء وجود “داعش” على أراضيه، فاستقلال أكراد العراق سيؤدي إلى فقدان العمق الاستراتيجي العراقي كذلك خسارة ثروات نفطية عراقية “كركوك”، بالنسبة لتركيا تخشى من تحول إقليم كردستان في حال انفصاله عن العراق إلى قاعدة انطلاق لنشاطات “حزب العمال الكردستاني” المحظور في تركيا والذي تصنفه أنقرة والكثير من العواصم كمنظمة إرهابية، إيران تخشى من زيادة النزعة الاستقلالية عند الأكراد، وتخاف من تكرار “جمهورية مهاباد” وكذلك سوريا.

تركيا هددت بأن الكرد سيتضررون، لأنها ستبادر لقطع مرور نفط كردستان عبر أراضيها، طهران لن تسمح بمد خط عبر سوريا، وكذا ستفعل بغداد، ماذا سيفعل الكرد بنفطهم؟ وحتى إذا حصلوا على نفط كركوك، فكيف سيصدرونه؟

أيام قليلة تفصلنا عن خيار قيام “دولة كردستان” المستقلة إلا إذا قرر البارزاني تأجيل الاستفتاء أو اللجوء إلى الحوار، خيار المجابهة العسكرية سيكلّف العراق والعراقيين حروباً جديدة ودماء أكثر، في وقت يحتاج فيه العراق إلى لملمة جراحاته هو والدول المجاورة له.

اقرأ أيضاً