بعدما تخطت الحرب السورية مرحلة في الابتعاد عن هاوية الدخول بحرب طائفية داخلية، عاد “الكيان الإسرائيلي” محاولاً البحث عن ثغرات تعيد تأجيج الوضع الداخلي السوري عبر تصريحات طائفية قد تلقى صدى في بعض الأوساط.
حيث صرح رئيس أركان الجيش “الإسرائيلي”، “غادي أيزنكوت”، “أن إسرائيل قد تصبح قريباً عضواً في تحالف واسع يضم دولاً ساعية لمنع فرض الهيمنة الشيعية في سوريا”، في إشارة منه إلى وجود “تحالف” غير معلن يهدف إلى محاربة”الشيعة” في سوريا.
واتهم “أيزنكوت”، في كلمة ألقاها يوم أمس الثلاثاء في جامعة “هرتزليا”، الحكومة الإيرانية بالعمل على نشر نفوذها عبر العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وقطاع غزة، قائلاً في هذا السياق: “انظروا فقط إلى حجم الاستثمار الإيراني من أجل تحقيق الهيمنة الإقليمية، ستجدون أنه يصل إلى منح حزب الله ما بين 700 مليون دولار ومليار دولار كل عام”.
وأضاف الجنرال “الإسرائيلي”: “في الأشهر الأخيرة تنامى كذلك الاستثمار على الساحة الفلسطينية، بزيادة في التمويل السنوي في قطاع غزة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مئة مليون دولار”، علماً أنه لا يخفى على أحد أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي ذات توجه عقائدي يختلف عن الخط “الشيعية”.
وتطرّق “أيزنكوت” إلى الملف السوري قائلاً: “إن الجهود المركزية في الجبهة السورية تتمحور حول منع تمركز إيران على الحدود الإسرائيلية”، فيما أكد ضرورة بذل كل الجهود في هذا الإطار ومن ضمنها العسكرية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستعيد فيه القوات السورية السيطرة على عدد من المناطق على سفوح جبل الشيخ وصولاً إلى مناطق بالقرب من الحدود مع الجولان السوري المحتل، حيث تشير التصريحات إلى محاولة من الكيان الإسرائيلي للتصعيد مع تنامي قدرة القوات السورية وحلفائها، وخصوصاً بعد حديثها عن نيتها البدء بمعركة جديدة تهدف إلى استعادة السيطرة على عدد من البلدات والقرى الواقعة على طول الشريط الحدودي مع الجولان المحتل ما يعني كسر الحزام الأمني “الإسرائيلي” المكون من فصائل “جهادية” وأخرى مبايعة لتنظيم “داعش” والتي لا يرى فيها الكيان تنامي لنفوذ تنظيم “القاعدة” في المنطقة الملاصقة للشريط مع الجولان المحتل.
في حين يرى مراقبون بأن الدعم الإيراني لقوى أو أحزاب في منطقة الشرق الأوسط لا يقتصر على طائفة معينة أو جهة، حيث أن الدعم الإيران للقوى التي حاربت تنظيم “داعش” في سوريا والعراق كانت من مكونات طائفية مختلفة.
وجاء تصريح القائد العام لحركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار قبل أيام في وقت من شأنه التأثير على التصريحات الإسرائيلية الطائفية حيث قال: “الأخ قاسم سليماني أكد وقوف إيران بكل ماتملك مع شعبنا للدفاع عن القدس ووضع كافة امكانات إيران بتصرف المقاومة الفلسطينية ولم يشترط عليها شيئا”، مما ينقض كل ما يتداول حول كلام رئيس أركان الجيش “الإسرائيلي” ويدفع الجميع لإعادة مراقبة التطورات وتوزع القوى على الأرض من العراق إلى سوريا والبنان وخطورة ما يجري على كيان الاحتلال في حال بقيت التطورات الميدانية تسير في هذا الاتجاه.