رضا زيدان
عاد طريق مطار دمشق الدولي كما كان في سابق عهده قبل سنيّ الحرب، حيث اعتاد سكان الشام في كل ليلة جمعة الذهاب إلى طريق المطار المتفسح القريب للدمشقيين، فالعائلات المترفة والمتوسطة كانت تجلس في مطاعم “القرية –زمان الخير- قرطاج” أما العائلات المتعففة كانت تختار الجلسات الشعبية.
اليوم، لم يعد الطريق إلى معرض دمشق الدولي عادياً، فقد تحول لمقصد يعجّ بالزائرين؛ ولاسيما في أول أيام معرض دمشق الدولي بدورته 59، السيارات متوقفة عن السير والطرق المؤدية للمعرض مقطوعة، ساعتان ونصف هو الوقت الذي مرّ على الانتظار للوصول إلى مفرق طريق المعارض، كل الأشخاص يترجلون من وسائل النقل ليكملوا الطريق إلى المعرض مشياً على الأقدام، فقليلون توقعوا تدفق آلاف السوريين بل والأجانب إلى معرض دمشق الدولي ولاسيما بعد سبع سنين من الحرب العجاف.
أهم ما يميز المعرض هذا العام هو مشاركة 43 دولة، من بينها 20 دولةً قطعت علاقاتها مع سوريا، بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، فهذا مُؤشّرٌ هام على حُدوث تغييرٍ كبيرٍ في المَناخات الثقافية والاقتصادية إلى جانب السياسيّة أيضاً، وانحسار الخَوف والقَلق، واقتراب الحرب من نهايتها.
كان لافتاً، بالنسبة لمن زار المعرض، مشاركة عدّة دولٍ عربية، مثل مصر، وسلطنة عمان، وفلسطين، ولبنان، والسودان، واليمن، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، الجزائر، والبحرين، أي نصف الدّول الأعضاء في جامعة الدول العربية التي جمّدت عُضوية سوريا فيها.
وما يثير الاستغراب هو وجود حلقات من الغناء على أبواب المعرض يشاهدها الداخل والخارج، وعندما سألت عن جنسيتهم قالوا إنهم من فرنسا، فأجبت فرنسا! هذا إن دلّ على شيء يدل على سرعة التعافي الاقتصادي والسياحي.
مشاركة أكثر من 1500 رجل أعمال إلى المعرض للمشاركة بإعادة الإعمار أمرٌ جيد فهم يحملون رؤوس الأموال وهدفهم واضح وهو الاستثمار لإعمار سوريا في شتى المجالات، فهم لا يأتون إلى سوريا من أجل التمتّع بشمسها وهوائها العليل، وإنّما بحثًا عن فُرص استثمار.
مستثمر عماني قال لي “كنت أتمنى أن أزور سوريا، بعد أن زرت العراق، فنحن نحب الشعب السوري ونريد أن نستثمر في بلدكم، فالتسهيلات من إدارة المعرض كانت كبيرة جداً، أشكركم لحسن الضيافة وأرجو أن تنقل كلماتي إلى الجمهور”، وها أنا ذا أوفي بوعدي.
أحد الوفود الأجنبية المشاركة في #معرض_دمشق_الدولي