يعود الملف الكيماوي إلى الساحة السورية مجدداً بعد تحذيرات أمريكية من هجوم كيماوي ستشنه الحكومة السورية على مناطق المعارضة ولاسيما في ريف دمشق، قابَل هذه التصريحات تحذيرات روسية حادة من استخدام الكيماوي كشمّاعة للتدخل في سوريا.
فمساء أمس انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر مفاده أن القوات السورية قصفت “فيلق الرحمن” بغاز الكلور السام في الغوطة الشرقية.
الرواية الرسمية السورية أكدت في بيان لها أن القوات السورية لم تستخدم غاز الكلور ضد تنظيم “فيلق الرحمن” في عين ترما أو بالغوطة الشرقية، وأضافت الرواية أن بعض مواقع الإنترنت تتناقل أنباء كاذبة وعارية عن الصحة، وفي وقت سابق، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، “أن اتهامات الولايات المتحدة الأمريكية عمل استفزازي موجه ضد سوريا وكذلك روسيا، وتمهيد للتدخل في سوريا”.
المعارضة السورية ترفض هذه الرواية، وتؤكد أن القوات السورية استخدم الغازات السامة للمرة الثالثة على التوالي في قصف مواقع مقاتلي “فيلق الرحمن” في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
حيث غرّد وائل علوان المتحدث باسم “الفيلق”على حسابه في موقع “تويتر”: “أن ستة من مقاتليه أصيبوا بحالات اختناق جراء قصف النظام مواقعهم في مدينة زملكا (10 كم شرق العاصمة دمشق)، بغاز الكلور السام”.
السؤال الذي يتردد حالياً في أذهان الكثيرين ونحن منهم، هو حول كيفية ونوعية أي رد أمريكي عسكري انتقاماً من هذه المجزرة، وكيف سيتعاطى الروس الذين يملكون قوات وقواعد عسكرية على الأرض السورية معه؟ ولاسيما أن البيت الأبيض نشر قبل أيام أن هجوم كيماوي سيقع، عندها حذرت روسيا من أي تصعيد بهذا الشأن.
احتمالات التصعيد العسكري واردة جداً فبعد حادثة خان شيخون استهدفت البارجة الأمريكية مطار الشعيرات العسكري بريف حمص بـ 59 صاروخ “توماهوك”، ولكن احتمالات التوصل إلى “صفقة” سياسية بين القوتين العظميين على غرار ما حدث عام 2013 غير مستبعدة أيضاً، لأن الأرض السورية فُتحت لتصفية حسابات الدول الإقليمية والكبرى على الأرض السورية.