رضا زيدان
تحركات عسكرية مكثفة تشهدها المناطق القريبة من الحدود السورية – العراقية، تأتي في إطار سباق السيطرة على أكبر رقعة من الأراضي على جانبي الحدود بين البلدين، فمع وصول القوات العراقية أول أمس إلى الحدود من معبر بلدة أم جريص الحدودية تغيرت خريطة المنطقة بشكل كبير.
وفي وقت يستمر الصراع بين حلفي واشنطن من جهة وبين طهران وحلفاءها من جهة أخرى، تتراجع سيطرة تنظيم “داعش” على أراضي الحدود بين سوريا والعراق، حيث يتجاور البلدان بحدود طولها 605 كيلومتر.
وفي إطار هذا الصراع، شنت طائرات التحالف الدولي غارات منتصف الشهر الجاري، استهدفت قوات عراقية تدعم القوات السورية خلال محاولتها التقدم باتجاه معبر التنف على الحدود مع العراق، وهو ما أسفر عن تدمير سيارات عسكرية وأودى بحياة عدد من المقاتلين العراقيين.
فيما برر مسؤول أمريكي حينها تصرف طائرات التحالف قائلاً: “إن ذلك جاء بعد تحرك تلك القوات ضد قوات يدعمها “التحالف الدولي”، ويأتي ذلك بعد أيام من إرسال القوات السورية بعض قواتها مدعومة بمحور الحلفاء نحو مناطق حدودية مع العراق والأردن.
في سياق متصل ألقت طائرات التحالف الدولي منشورات على مواقع القوات السورية تحذّرها من التقدم إلى معبر التنف لكي لا يحصل تلاقي للقوات العراقية مع القوات السورية على الحدود المشتركة.
بينما حذرت قوات الحشد الشعبي أمريكا يوم أمس على لسان أمين منظمة بدر هادي العامري الذي صرّح بأن “العراق لن يسمح للأمريكيين بالسيطرة على الحدود، وتم إبلاغهم بذلك”، مضيفاً: “يوجد تواصل مع الحكومة السورية للسيطرة على الحدود بين البلدين وللقضاء على “داعش” في المنطقة”، مشيراً إلى أن “الحشد سيتابع “داعش” أينما وجد، ولكن لن يدخل الأراضي السورية إلا بالتنسيق مع دمشق”.
ويسعى محور (سوريا العراق إيران) إلى تحقيق مكسب بمعركة الحدود، بحسب محللين فالحدود هدف استراتيجي حيوي بالنسبة لهذا المحور كما هي لواشنطن، فالهدف الرئيسي لمحور سوريا وحلفاءها هو استعادة جسر التواصل بين دمشق وبغداد، وهذا الجسر خسرته سوريا لصالح “داعش” صيف 2014، لكن الولايات المتحدة تقف حائلاً أمام هذا الهدف من جهة القوات السورية.
على الجانب الآخر تتركز القوات الأمريكية مع القوات الأردية وبعض فصائل المعارضة في نقطة التنف الحدودية مع العراق في القاعدة العسكرية البريطانية.
صراع السيطرة على الحدود بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ومحور (سوريا العراق إيران) من جهة أخرى، ليس عسكرياً فحسب، وإنما يحمل أبعاداً سياسية في المنطقة، وأهمها هو عدم السماح لأمريكا والتي تعتبر بديلاً عن “داعش” في السيطرة على الحدود العراقية – السورية، الأمر الذي يؤكد أن الحدود العراقية ستكون الميدان الجديد للصراع الأمريكي البريطاني الأردني قبالة المحور السوري العراقي الإيراني.