جولة في قرى وبلدات غوطة دمشق الشرقية، كفيلة بأن تكشف حكايا الألم والمعاناة التي عاشها المدنيون في ظل سيطرة فصائل المعارضة، بمختلف تشكيلاتها.
عطايا، شاب في مقتبل العمر، مرارة الظروف لم تسمح له بالخروج من بلدته زملكا، يتحدث قائلاً: “إن الفيلق حوّل الأقبية السكنية في بلدتنا إلى مشاف ميدانية ومستودعات أخفوا فيها مئات الأصناف الدوائية، وعشرات التجهيزات الطبية كأجهزة الأشعة وحواضن الأطفال ومستلزمات الجراحة”.
أم سالم، امرأة خمسينية خرجت من دوما عبر معبر الوافدين، تقول: “الأمر المحزن أن عائلات مقاتلي جيش الإسلام لم يعانوا مرارة الفقر وقلة الطعام مثلنا، إذ كان هناك مستودعات غذائية مخصصة لهم وحدهم”.
سمير غنام، رجل أربعيني ذو لحية بيضاء، حُجز في سجون “جبهة النصرة” في مدينة عربين، لمدة 5 أشهر، إثر اتهامه بـ “سرقة مخصصات المجاهدين”.
يقول غنام: “ذات ليلة في الشتاء، خرجت من منزلي لجمع الحطب من شوارع بلدتي، كي أستخدمه في تدفئة منزلي، إلّا أن مسلحي النصرة منعوني وأخذوني إلى السجن بتهمة السرقة”.
أبو أحمد، العجوز السبعيني الذي يقطن في حموريا ويعاني من مشكلة مزمنة في حنجرته، لفت إلى أنه طلب مراراً الدواء من المشافي الميدانية فكانوا يعطونه إما أدوية منتهية الصلاحية أو صنفاً واحداً فقط بحجة عدم توفرها وأضاف: “عندما رحلوا اكتشفنا وجود أدوية تكفي الجميع ولسنوات”.
وغادر مقاتلو الفصائل قرى وبلدات الغوطة الشرقية باتجاه الشمال، عقب اتفاق أفضى إلى استعادة القوات السورية لسيطرتها على البلدات، التي ضمنت بدورها سلامة وأمان من يرغب بالبقاء داخل بلدته.