استهدف حزب الله من لبنان نقاطاً في الجولان السوري المحتل أمس الثلاثاء، ما خلّف قتلى وجرحى واندلاع حرائق في الأراضي.
وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء مقتل شخصين باستهداف شنه حزب الله اللبناني بعشرات الصواريخ على الجولان السوري المحتل.
وقالت “الشرطة الإسرائيلية”: “إن صاروخاً ضرب سيارة في الجولان مما أسفر عن مقتل رجل وامرأة على الفور، بينما أخمدت فرق الإطفاء عدداً من الحرائق التي اندلعت نتيجة سقوط الصواريخ على الأرض”.
وأعلن حزب الله في بيان أمس الثلاثاء، استهداف مقر قيادة فرقة الجولان “210” في قاعدة نفح بعشرات صواريخ “الكاتيوشا”، موضحاً أن الاستهداف جاء “دعماً لغزة ورداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في الصبورة عند طريق دمشق- بيروت”.
فيما أفادت وسائل إعلام عبرية، بإطلاق نحو 30 صاروخاً في الصلية الأخيرة على الجولان واندلاع حريقين نتيجةً لذلك، مشيرة إلى أنه أُطلقت “صفارات الإنذار في أورتل شمالي الجولان”.
وبعد هذا الاستهداف، أكد الإعلام العبري أنه تم استهداف منطقة “شاعل” شمالي الجولان، ما تسبب بإصابة مباشرة في المكان، مضيفة أنه تم استدعاء مروحيات لإجلاء الجرحى الذين أُصيبوا جراء الاستهداف.
وقبل ثلاثة أيام نفذ حزب الله استهدافاً وُصف بـ”أكبر عملية” له في الجولان السوري المحتل منذ تشرين الأول 2023، إذ استهدف مركز استطلاع “قاعدة ميرون” في جبل حرمون في الجولان بمسيّرات انقضاضية، وأكد بيان حزب الله أن “المسيرات أصابت قببه وتجهيزاته التجسسية والاستخبارية ومنظوماته الفنية، ما أدى إلى تدمير الأجهزة المستهدفة واندلاع النيران فيها”، لافتاً إلى أنه “أعلى هدف يتعرض للاستهداف منذ بداية معركة (طوفان الأقصى) في جبهة لبنان 2230 متراً)، وذلك رداً على الاعتداء والاغتيال اللذين نفذهما العدو الإسرائيلي السبت في منطقة البقاع بشرق لبنان”.
ويُعد مركز استطلاع جبل حرمون أعلى قمم جنوبي سوريا التي تحتلها “إسرائيل” ويمتلك منشآت مراقبة وتجسس ودفاع جوي رئيسية، وفق ما أكدته وكالة “رويترز”.
خصوصية جبهة الجولان السوري المحتل:
أشار رئيس مركز “الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث” الدكتور هشام جابر، إلى أن “هضبة الجولان السورية تتضمن بنك أهداف غنياً جداً، لم يستهدف الحزب منه إلا 20 في المائة، وذلك بعدما قصف معظم المستوطنات القريبة من لبنان، وتراجعت الأهداف الدسمة فيها مع إخلاء القواعد العسكرية، ويركز على قصف الجنود الذين يتحركون فيها”.
وبيّن جابر أن “هضبة الجولان غنية جداً بمراكز المعلومات، لإطلالتها على سوريا ولبنان، وكونها تضم قواعد عسكرية من تجمع (اللواء 91) إلى مراكز التنصت والاستشعار والاعتراض الراديوي والتكشف على البحر المتوسط، فضلاً عن أنها منطقة سياحية تستضيف مئات آلاف السياح سنوياً، والآن باتت مشلولة”.
أفادت صحيفة “معاريف” العبرية في وقت سابق، بأن المستوطنين الإسرائيليين يتجنبون زيارة مزارع الجولان السوري المحتل، خوفاً من الاستهدافات المتكررة التي تعرضت لها مؤخراً من قبل حركات المقاومة اللبنانية والعراقية، إذ لفتت تقارير عبرية إلى أن آخر مرة اشتعل فيها الجولان هكذا كان في حرب “يوم الغفران”.